قوة المنطق مقابل منطق القوة؟! بقلم محاسن قيس
2012-10-03 22:59:24

ما زالت الدول الاستعمارية الكولونياليه تاريخياً  تطمع بالعودة الى مستعمراتها السابقة خاصة عندما تمر في ازمة اقتصاديه للسيطرة على هذه الشعوب المستضعفه كي تنهب ثرواتها تحت ذرائع وهميه خبيثه تارة تحت قناع "الديمقراطيه" وتارة بحجه مكافحه الإرهاب؟!!
وما يحدث في العالم العربي والحالة السوريه تحديداً اكبر دليل لهذا التوجه الاستعماري الامبريالي فمقابل قوه المنطق والتي تقول ان الشعوب هي صاحبه الامر وصاحبه القرار الاول والأخير في حرية اختيار نظامها السياسي وأداره الحكم في البلاد نرى العكس هو الحاصل والسائد عبر منطق القوه والتهديد بالتدخل العسكري المباشر كما حدث في ليبيا والعراق والصومال وافغانستان والسودان او عبر تأييد جماعات تكفيرية مجرمه تعمل على تقسيم البلاد والعباد واستهداف الاماكن العامه والخاصة للدولة وللشعب بالتفجيرات الارهابيه وقتل الناس الابرياء وبدعم كامل من هذه الدول الاستعمارية الطامعه وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الامريكيه ؟!
في ظل هذا الخلل في التوازن الحاصل خلال السنوات السابقه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انفردت هذه الدول الغربيه الامبريالية بالقرارات الدوليه وشرعنه القوانين الدوليه لصالح اهدافها ألاقتصاديه لتصنع وتسوق اسلحتها لتبيعها لدول كالسعودية ودول الخليج على حساب شعوب هذه الدول ويتم ذلك عبر التماهي من الامراء والسلاطين والملوك مع الغرب وأهدافه المدمره مقابل حماية الدول الغربيه "الديمقراطية" لعروش هؤلاء الحكام !! المنطق يقول يجب ان يكون في ظل التغييرات الحاصلة في العالم ان يتم تعديل وإصلاحات في دستور وهيكله الامم المتحدة ومن غير المعقول ان تبقى العضويه الدائمة للدول الكبيره الى الابد وهذه العضويه اكتسبتها تلك الدول بسبب انتصارها في الحرب العالمية الاولى والثانية بمعنى منطق القوة؟!
منظمة دول عدم الانحياز تقدمت بطلب لإجراء اصلاحات في الامم المتحدة منذ عام 1974 وشعوب هذه المنظمة هي اكثر من نصف العالم وحتى الآن ما زال الطلب حبراً على ورق!
المنطق يقول يجب ان تكون منطقه الشرق الاوسط خاليه من الاسلحه النوويه وعلى اسرائيل ان توقع على هذه الاتفاقية لأنها تمتلك اسلحه نوويه منذ عقود , اسرائيل ترفض والمجتمع الدولي لم يتحرك؟!
بالمقابل نرى ما يسمى بالمجتمع الدولي ينفذ تهديداته وقراراته الجائره ضد الدول الاخرى ولا يكاد يمر يوم دون تصعيد العقوبات ضد ايران بحجه مشروعها النووي؟!
اسرائيل ترفض تنفيذ كل القرارات الدوليه المتعلقة بقضية فلسطين مدعومة من قبل الدول الغربيه "الديمقراطيه" ودعاة "حرية الإنسان" وذلك تحت بند منطق القوة ؟!! القضية الوحيدة التي لم تدول بل سحبت من اروقه الامم المتحدة هي قضيه فلسطين وذهبت الى المفاوضات التي لا تنتهي بين الفلسطينيين والاسرائليين؟!! والهدف هو استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان وفرض الواقع على الارض عبر منطق ألقوة ؟!
هنالك دول عربيه تدعو بالاستقواء بالخارج ,ان التعاون بين اسرائيل والسعودية ودول الخليج واضح بل اكثر من ذلك دول الخليج تحرض الولايات المتحدة الى تأييد اسرائيل بضرب ايران وترى في ايران العدو الاول وليس اسرائيل ؟!! هل مر عبر التاريخ ان احداً استعان بالأجنبي وانتصر على شعبه وأمته ؟!! والآن ما العمل؟؟؟ العمل هو التمسك بالقيم الانسانيه التحرريه الحقيقيه وبثقافه المقاومه وقوه المنطق مقابل منطق القوه لان منطق الحق هو المنتصر في النهايه امام اراده الشعوب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق