الاستيطان : السرطان الذي يقضم امكانية السلام بين العرب واسرائيل بقلم عزّت فرح - كفرياسيف
2012-08-15 15:37:59

لا بد من كلمة مختصرة قبل البدء بالموضوع, ان سياسات الحكومات المتعاقبة في اسرائيل نهجت على نهش الارض العربية بوسائل جهنمية شتى ، وخاصة الحكومة اليمينية الحالية المتطرفة التي تساعدها الولايات المتحدة بكل اطيافها ويتسابق   زعماؤها بل يتباهون في النفاق لاسرائيل والتغني بالتئسابق لخطب ود اللوبي الصهيوني، وضعف العرب كدول في التصدي لسياسة اسرائيل التوسعية مما جعل المؤسسة الصهيونية تسرح وتمرح في هذا المجال كما في مجالات اخرى عديدة.
المياه واهميتها في الشرق الاوسط العربي الشحيح  اصلا بهذه المادة المهمة للحياة, حيث ان الامن المائي يشكل رديفا للامن الغذائي, بعد العدوان الاسرائيلي على الدول العربية الاردن وسوريا ولبنان سيطرت اسرائيل على مصادر المياه في نهر الاردن, واصرت ان يكون لها حصة في مياه اليرموك ومنعت بذلك قيام سد الوحدة بين سوريا والاردن.
الى ذلك لم تكتف اسرائيل بل حرضت, بل ان ايادي اسرائيل الخفية بدت ولضحة في تحريك الاقطار غير العربية التي تشكل الاحباس العليا للانهار الكيرى في الوطن العربي لضرورة استغلال موارد هذه الانهار بشكل اكبر دون ادنى اعتبار لمصالح الدول الواقعة في الاحباس الدنيا, وهذا ما حصل مع تركيا بالنسبة للعراق وسوريا كما يبدو يحدث في اثيوبيا بالنسبة لمصر والسودان.
لقد جاء رد فعل الدول العربية متاْخرا كما اوضحت الدكتورة زها بسطامي الاستاذة في مركز الدراسات الشرق     اوسطية في جامعة هارفرد كما ورد في جريدة الحياة 8 اكتوبر 1991 وبنفس العدد من نقس الصحيفة ما ورد في مقالة للدكتور محمود رياض مفادهما: يحلو  لمؤسسات الدراسات الامريكية ان تقول ان الصراع على المياه لم تعرفه المنطقة الا بعد قيام دولة اسرائيل , وعدوانها على دول الشرق الاوسط العربي.
 
واروع ما كتب في هذا المجال ما كتبه واعده الكتور عبدالله الدروبي مدير ادارة الموارد المائية بعنوان: المياه في الاستراتيجية الاسرائيلية واّليات ووسائل تحقيقها.
والان عود على بدء ، ان الانحطاط الحضاري العربي اليوم يعكس حالة العجز والتشرذم, يتجسد في المستوى الاخلاقي الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية في المجالين العربي والدولي بعد سلسلة من مراحل التفريط في الحقوق الثابتة عبر المفاوضات التي اصبحت وقودا لنار الانشقاق  العربي الفلسطيني, كما يبدو اليوم عجز العرب مخجلا لعدم القدرة على معالجة الازمات المختلفة في الحياة العربية واستمرار حالة الصمت العربي.
ان التساؤلات والانتقادات ومكاشفة مجتمعاتنا العربية بحقائق الواقع المعاصر تعد ادوات منهجية هامة لمعالجة تحديات الواقع العربي.
لا شك ان اسباب مضاعفة الاستيطان بوتيرة جنونية تدعو الى القلق على مستقبل العلاقات السلمية بين اسرائيل من ناحية والفلسطينيين من ناحية اخرى تعود الى:
السياسة المجنونة للحكومة الاسرائيلية المتطرفة في اسرائيل اليوم وانضمام (ديخير) لهذه الحكومة يقوي الجناح اليميني الذي يهدف الى اعلان الحرب على ايران وسوريا وكل الخط الذي تمثلانه.
الضعف العربي حيال القضية المحرقة للشعب الفلسطيني وهو نابع عن انشغال العرب في الربيع العربي وتحليل هذا الوضع مما اتاح لحكومة اسرائيل لاستغلال هذا الانشغال من اجل رفع وتيرة الاستيطان وفي القدس خاصة, وبناء ابراج استيطانية في الاراضي المحتلة في القدس.
انقسام الفلسطينيين في الاراضي المحتلة انقسامهم المجلجل بل المخجل وعدم قدرتهم على الاتحاد وتناسي الخصام في خضم المصائب التي تحيق بهم من جراء هذه الجراْة الاسرائيلية الشرسة بانيابها الاستيطانية المتهالكة.
واما العالم والولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص تقف للعرب بالمرصاد وتعاملهم كاطفال ترمي لهم بالفتات فما يلبثون في التملق والتاْتاْة في قضية دعم اسرائيل وقهر العرب في قضيتهم الكبرى.
اما المحور الاخير فهو عجز الامم المتحدة التي تسيطر عليها امريكا قبح الله اسمها ورسمها بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى.
ان تصريحات نتانياهو قابلة للتاْويلات المتناقضة اما نائبه يعلون فقد اكد ان اسرائيل لن تنسحب على حد قوله من ميليمتر واحد من الاراضي المحتلة والسبب في هذا التغول الاسرائيلي هو ما قلناه سابقا في العجز العربي المعيب.
خلال الاعوام الثلاثة السابقة تم استصدار قوانين عديدة هدفها الاخلال بالواقع الديموغرافي لصالح اليهود في المدينة المقدسة, ولقد كان قانون تهويدالتعليم وقانون الغائبين من اخطر هذه القوانين وفي ضواحي القدس توجد 26 مستوطنة وربما زاد العدد في خضم اعداد المقال اي بما يزيد عن 185 الف مستوطن.
وماذا نقول في النهاية يحد ونا الامل لا الوهم بان تستفيق الا مة العربية على هذا الواقع المرير ونصحو ان شاء الله على واقع متغير للافضل.

عزّت فرح ---- كفرياسيف

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق