كثيرا ما تسمع الناس يتداولون موضوع عدد الدروز في العالم. فيطلقون أعدادا ويرددون شائعات كأنها واقع وحقيقة، مما يخلق تساؤلات وبلبلة.
فمثلا:
نشر الشيخ أبو زيدان فؤاد ابوركن قبل سنوات وثيقة على لسان الشيخ هاني أبو يوسف أبو مرعب من شويا – لبنان، يقول فيها:
وجد ان عدد الدروز :
1- بتونس هو 1.5 مليون درزي , ويطلق عليهم اسم أهل التوحيد.
2- بتركيا : يسكنون الحدود الشمالية , عددهم 19 مليون درزي .
3- بإيران : عددهم 6 مليون.
5- بالهند: عددهم 100 مليون .
6- 90% من مواطني نيبال هم دروز.
من هو الشيخ هاني؟ ومن اين استقى معلوماته هذه؟ هل من دوائر إحصاء رسمية؟ أم انه زار كل هذه الدول؟ ومتى زارها؟ ومع من التقى هناك؟  هل استقاها من دروز تلك الدول أنفسهم ؟ وهل كان وحده أو معه رفاق وشهود؟
هل كل هذه الملايين من الدروز لم يسمعوا عنا، وإخبارنا تملأ الدنيا؟ من لم يسمع عن شكيب ارسلان وسلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط أنهم دروز؟. كان شكيب ارسلان من علماء المسلمين وكان كمال جنبلاط من زعماء العالم، وقد زاروا هذه الدول وغيرها وعرفوا زعماءها وعلماءها وأحوالها، فكيف لم يسمعوا أو يلتقوا أو يتعرفوا على هؤلاء الدروز؟
أيعقل أيضا ان يغيب هذا الامر عن سيدنا الامير عبد الله التنوخي – ق-  لو وجدوا فعلا؟ وهو الخبير والعليم بأحوال الدروز: دنيا ودين.
ثم كيف استطاع الشيخ الكريم ان يعد كل هذه الملايين في الهند وتركيا وإيران ونيبال وان يحصيها.؟ واحدنا لا يعرف عدد سكان قريته التي يسكن فيها وهي بالآلاف.
ونسال أيضا اين يسكن مائة مليون درزي في الهند ؟ ولماذا لم يقيموا دولة درزية؟  
ولو كان معظم سكان دولة نيبال دروزا، فلمَ لا يعلنون عن مذهب الدروز دين الدولة ؟
ومثلا آخر:
 يقول السيد نور أبو عاصي في موقع منتديات السويداء في سنة 2006:
في إيران ثلة قليلة منا تسكن منطقة الاحواز و هي متسترة جدا" و لا تتجاوز الخمس عشر إلفا"
ولنا تواجد غير معلوم في ستة قرى على سفوح جبال الصين يقدرون بالمائة و أربعين إلفا" و يطلقون عليهم أسم المستوحدين لأنهم معزولون عن بقية الشعب هناك.
و لنا تواجد في منطقة الجبال في الجزائر و المغرب و هما قبيلتا بني عبس و قبيلة الجرار و هم متسترون جدا". و من عادة قبيلة عبس أنهم يرسمون نجمة التوحيد في كل بيت لهم داخل غرفة يحرم على الضيوف و الجهال دخولها و لا يدخلها إلا أهل البيت من الأجاويد ليتدينوا فيها.
و لنا تواجد مستتر جدا" في جبال اليمن العربي و عددهم حوالي العشرين إلفا"
طبعا" هذه المعلومات من أفواه بعض الأجاويد الرحالة الذين جابوا العالم بحثا" عن أبناء مذهبنا الحبيب.
ونتساءل مرة أخرى: من هم هؤلاء الأجاويد ومتى زاروا تلك الدول؟
لقد بينا ان هذا الكلام وهذه الأعداد لا تتعدى كونها إشاعات وتقولات وتصورات وأوهاما وهي غير موثوقة .لأنها لا تستند الى مصادر وإحصائيات ووثائق وإنما الى تمنيات.
ولكي توضح الصورة ويكون الحديث منصفا، فلا بد من الإشارة الى ان هذه الأعداد تنبع من خلفية تاريخية ودينية صحيحة. وهي ان العقيدة الدرزية انتشرت في اليمن والهند وتركيا وشمال إفريقيا وغيرها من البلاد. واستجاب لها كثيرون وكان فيها دعاة معروفون.
وانطلاقا من هذه الخلفية واعتمادا على بعض المظاهر الخاصة بالموحدين، يتكون انطباع أو وهم انه يوجد في هذه البلاد دروز.
فمثلا:
إذا سمعنا اسم "الموحدون". أو سمعنا عن طائفة تمانع الزواج مع غير أفراد الطائفة. أو رأينا ألوان العلم الدرزي. أو شاهدنا النجمة الخماسية. أو علمنا ان طائفة ما تحافظ على سرية عقيدتها، نظنهم من جماعتنا. وكأن هذه للمظاهر خاصة بالدروز فقط، ناسين ان مثل هذه الأمور مشتركة لكثير من الشعوب والطوائف.
وإذا تكلم طفل بلغة غير مفهومة قلنا انه ناطق من إيران أو الصين. فهل قام احد هؤلاء الناطقين بمتابعة الموضوع  وتقصي الحقيقة؟
اذن كل هذه المظاهر والاستنادات لا تفي بالمطلوب ولا تؤكد هذه المعلومات وقد تكون خادعة.
استنادا الى ما ذكرناه فان من يحمل العقيدة التوحيدية الدرزية كما نعرفها، هم فقط الموحدون الدروز الذين يقطنون في بلاد الشام: سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن بالإضافة الى الدروز في المهاجر الذين هاجروا من هذه المواطن.
ولا يعرف في العالم المنظور المعروف قوم غيرهم يعتقدون بما يعتقد به دروز هذه البلاد، وان تشبهوا بهم في بعض الظواهر كاللباس والتقية والعَلَم وغيره. فليس كل مشابه مطابق. ولا شبيه الشيء هو نفسه.
وأحب ان أؤكد أنني لا انفي هذه المعلومات والإعداد نفيا قاطعا، إذ يجوز ان يكون فيها حقيقة أو بعض الحقيقة. ولكن لا اقبلها حتى نتحقق منها.
أما اقرب تقدير لعدد الدروز فهو ما ورد في موسوعة وكيبيديا الالكترونية:
لكن  يجب التنويه ان البلاد الوحيدة التي يجري فيها إحصاء رسمي للدروز هي إسرائيل. إذ يجري فيها إحصاء للطوائف، كما يرد في بطاقات النفوس التي يشار فيها الى دين صاحب البطاقة. أما في بقية البلاد فعدد الدروز هو تقديري لا إحصاء رسمي.
التعداد الكلي
1,000,000 إلى 1,500,000
مناطق الوجود المميزة

 سوريا
700.000  
 لبنان
250,000 
 إسرائيل
130.000 
 الأردن
20.000  
 الولايات المتحدة
20.000  
 كندا
10.000 
 فنزويلا
5.000 
 أستراليا
3.000  
 كولومبيا
3.000 

آمل ان أكون قد وضحت وبينت ما هو الواقع المعروف ووضعت أرضية علمية واقعية لدراسة هذا الموضوع، قد تمنع اللغط والخلط فيه.  ونحن نتحدث عما نعرفه ونشاهده بالعيان. إما الحقيقة الكاملة فلا يعلمها غير الله. هدانا الله بهدايته وأنار بصيرتنا لنرى بنور الحقيقة 
مع تحيات
ابو شعيب