عضة أسد ولا نظرة حسد بقلم حسين الشاعر - شفاعمرو
2012-06-10 19:35:53

أدري انه عنوان فيه شؤم ،لكن المغزى منه جداً مهم، كل من يعرفني يعي إنني إنسان متفائل الى ابعد الحدود حتى إنني أبدا صباحي بابتسامة، وأقوم بتحريك السكر بداخلي كما أحرك السكر في كأس الشاي، حتى انعم بيوم حلو.
 
كلنا فينا سكر ولكن من يستيقظ ويقوم بتحريكه؟ ،بل أكثرنا للأسف نستيقظ بتفكير ترافقه كشرة وتفكير بالمصلحة الذاتية والأصعب من ذلك قياس ما عند الآخرين مما يتحول الى نميمة وحسد وهنا تقع الواقعة لا شعورياً عندها يذوب السكر ويتحول الى مرار، ويبدأ الإنسان نهاره بالغوص في بحر الحياة، يسبح في معترك يومه دون هدف ودون فائدة ، وشغله الشاغل ماذا جنى فلان وكيف وصل علان الى أعلى المراتب والمناصب.
عندها لا يدرك هذا الإنسان انه يضيع الوقت على نفسه  وتضيع معه الأيام دون ان يكون قد حصد ثروة علمية وفكرية وثقافية تنفعه وتنفع المجتمع، ومهما عمل يعود لبيته في نهاية النهار بخفي حنين.
اكتب هذه الكلمات ونحن مسافة شهر من الشهر الفضيل " رمضان المبارك" ، شهر التسامح والتآخي والمحبة  وما حدث مع بعض الأشخاص الذين اعرفهم ولكن أمرهم ينطبق على ألاف المواطنين ومما يذكرني بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم "العفو بداية العبادة "، ويذكرني بقول المسيح عليه السلام" لا تنظر الى الخشبة في عين آخيك انما انظر الى الخشبة في عينك اولاً".
 
ان الحسد والغيرة هما مرض نفساني، اعجبني قول سمعته من احد الزملاء يقول:عضة اسد ولا نظرة حسد" فلفت نظري هذا القول: ان عضة الأسد مهما كانت صعبة ممكن ان تداويها وتشفى منها، اما نظرة انسان حاقد وفي عينه حسد ممكن ان تقتل، للأسف نحن نعيش في عصر فيه حسد وغيرة قاتلة ولكن دوائها بسيط لو نظرنا الى انفسنا والى النعم التي انعمها الله تعالى على الإنسان التي لا نحصيها، ويتذكر انه يوم من الأيام عاجلا ام أجلا سيدفن تحت التراب، ويبقى عمله الصالح الشافي والمستقبل راسخ بدونه.
استطاع الروائي ( غابريل ماركيز ) أن يعبر عن هذا المعنى جلياً بعدما اكتشف إصابته بوعكة صحية وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلة فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها :
آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! لاستمتعت بها - ولو كانت صغيرة - أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل، ولنمت أقل، ولاستمتعت بأحلامي أكثر، ولغسلت الأزهار بدموعي، ولكتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر.
ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي، كانت هذه قارئي العزيز نصيحة رجل وقف على حافة الموت وتقلد مناصب عالية، يتمنى أن يعود بقدميه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة، فعزيزي القارئ وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح .
فنحن أيها الناس أمامنا قطعة من الحياة لماذا لا نقرر ان حياتنا ستبدأ اليوم وننطلق ببرنامج جديد وبإمكاننا ان نفعل ما نشاء أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم، أقل أخطاء وعثرات.
لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفراً من الإنجاز والتقدير.
 
وهذا بحاجة الى تضحية ولكن أقول الى بعض الحاسدين اصحوا وحسدكم يزيدني إصرارا  وتحقيق نجاح تلو الأخر بفضل الاتكال على رب العالمين.
فعزيزي القارىء أطلت ولكن قم الآن وأحضر ورقة بيضاء ، وأسأل الله أن يهبك العمر المديد والعمل الصالح ،واكتب مسيرتك التي تبقت  قبل فوات الأوان وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي.
أنظر إلى آخر الطريق ومهما كبرت وتقلدت المناصب تذكر انك في بداية الطريق ،وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلاً بوضوح أمامك، وتذكر دائما قول خالقك " ولتنظر نفسُ ما قدمت لغدٍ ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق