لولا ال-13172 درزيا في ال-48 لما حلّت النكبة ولا قامت دولة إسرائيل !
2012-06-10 17:15:19

حوّل لي بعض الأصدقاء مقالا بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي تحت عنوان "الدروز يتقدّمون في الجيش الصهيوني". وللحقيقة أقول ولكوني لم أعرف الدكتور، لنقص في ثقافتي طبعا، حسبته للوهلة الأولى عضوا في "الحركة الدرزيّة الصهيونيّة"، فتبرئة لذمتي رحت إلى الباحث "السيّد جوجل" فلم يشفع لي اللهم ببعض صور لوجه تزيّنه لحية.
قراءة المقال توصلك إلى أنّ الدروز الفلسطينيّين هم وراء نكبة أبناء شعبنا في ال-48 ونكسة الشعوب العربيّة في ال-67 ودوام الاحتلال لفلسطين كلّها ل-64 سنة ول-45 سنة حسب التوالي والموقف. لا بل أكثر من ذلك فهم المسؤولون عن خراب العراق وأفغانستان والصومال وتقسيم السودان وتأخير "الربيع الفرنجي العربيّ" في سوريّة، وباختصار عن كلّ موبقة في الأمة العربيّة والإسلاميّة. لا بل  ولولا الدروز الفلسطينيّون وأبناؤهم الجنود في الجيش الصهيوني  لكان الأقصى تحرّر منذ زمن على يد جحافل خادم الحرمين والحمدين وأردوغان، المرابطة على تخوم فلسطين لا يمنعها من الزحف إلا الجنود الدروز في الجيش الصهيوني، خصوصا وقد وصفهم دكتورنا بقوله اقتباسا:
"فضلا عن أنهم يتمتعون بجرأة وجسارة كبيرة تميزهم عن غيرهم من العسكريين اليهود، الأمر الذي يؤهلهم للمبادرة في اقتحام المناطق، والمباشرة في تنفيذ المهام الخطرة، والاستعداد للقيام بأعمال تجسسيّة وأخرى للمراقبة والمتابعة وجمع المعلومات، حيث عمل الكثير منهم في جهاز المخابرات الإسرائيليّ، ونفذوا مهمات تأمينيّة في أكثر من دولة عربيّة، الأمر الذي يجعلهم أقدر من اليهود على تنفيذ المهام الخاصة الصعبة، وأخطر على الفلسطينيّين والعرب من أي عسكري يهودي آخر."   
عندما يقرأ الإنسان لدكتور، اللهم إلا إذا كان من دكاترة الدول الأوروبيّة الشرقيّة إبّان الانهيار حين صار ثمن الدكتوراه بضع من الدولارات، يتوخى أن يقرأ عملا دراسيّا مدعّما بالمصادر وخلاصات علميّة منطقيّة تنم عن تفكير وفكر. أمّا دكتورنا فقد نصّب نفسه مطّلعا على ىسجلّات الجيش الإسرائيلي، وإحصائيّات الجيش الإسرائيلي، واتخذ لنفسه دور الناقل لشهادات رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي، والمقدم الخدمات للناطق الرسميّ باسم الجيش الإسرائيلي، وكون هذه المصادر وخصوصا أنها للعدو الصهيونيّ، مصادر سماويّة لأبناء شعب مختار كما هو معروف (!) فاكتفى دكتورنا باجترارها هذا إذا وُجدت أصلا، إذ لم يُشر دكتورنا إلى أي مصدر وثائقيّ حول السجلّات والإحصائيّات ولا حتى الأقوال، ولم يبق لنا مصدرا لدراسته إلا ذمته ! خصوصا وإنّا نحن قاصرون عن الوصول إلى هذه المصادر، وعقولنا لم تبلغ المستوى المطلوب لتصديق السجلّات والإحصائيّات وأقوال الضباط الإسرائيليين الكبار والناطق باسم الجيش الإسرائيلي، وبالمناسبة لا في هذه ولا في كلّ شأن وبالذات الشأن الفلسطيني !.
يكفي مثل واحد نسوقه إضافة للاقتباس أعلاه من "أدبيّة" دكتورنا المليئة بالموضوعيّة والعلميّة، فإنه وحسب الرقم الذي ساقه عن عدد الجنود الدروز في الجيش الصهيوني وعطفا على نسبة الدروز من السكان (13172 نفرا في ال-48 و100 ألف نفر من قرابة ال-8 ملايين اليوم) أي لا تتعدّى النسبة ال-%1.5  من السكان، يستطيع السيّد حسن نصرالله أن يقرّ عينا ولا يتعب نفسه ولا مخابراته في التعرف على عدد عناصر الجيش الإسرائيلي، فقد فضح له دكتورنا هذه المعلومة واعتمادا على سجلّات وإحصائيّات الجيش وشهادات وتصريحات ضباطه الكبار والناطق باسمه، وما عليه إلا أن يجري عمليّة حسابيّة بسيطة ليصل للعدد الدقيق !
يعني معقول أن لا نصدّق سجلّات وإحصائيّات الجيش الإسرائيلي وشهادات ضباطه الكبار وتصريحات الناطق باسمه، خصوصا وأن من ينقلها لنا وينشرها للقارىء العربي دكتور ونطلب منه تدعيما ؟!
والآن أخي القارىء العربيّ وبالذات الفلسطينيّ...
هذه الأقلام تثير مليون سؤال، وبغض النظر أدعوك إلى مراجعة الأطروحة التي قُدّمت في مؤتمر هرتسليا للشؤون الاستراتيجيّة الدورة الثامنة شباط 2008 وأنا وأنت نعرف ما هو مؤتمر هرتسليا ومن يشارك فيه وما يُطرح فيه، هذه الأطروحة وعلى عكس "أطروحة دكتورنا" تقول: "أنّ معيار الشعور بالوطنيّة الإسرائيليّة للدروز بلغ حدّا متدن ويقف على  1.6 نقطة في سلّم من 6 نقاط، وأنّ نسبة المتهربين (كما سموهم نحن نسميهم الرافضين) من الخدمة العسكريّة القسريّة تعدّت ال%50" .
وأدعوك أخي القارىء، إلى مراجعة الدراسة الأكاديميّة لبروفيسور ماجد الحاج والدكتور نهاد علي من قسم العلوم السياسيّة في جامعة حيفا من نيسان 2008  (وهما ليسا درزيّان يا حضرة الدكتور مصطفى اللداوي)، لترى أنّ %63.7 من الدروز يرفضون الخدمة الإجباريّة ونسبة متقاربة ترى في المركّب العربيّ الفلسطينيّ مركبّا أساسيّا في هويتها.
وأدعوك إلى متابعة البيانات التي ينشرها ميثاق الأحرار العرب الدروز ولجنة المبادرة العربيّة الدرزيّة بأسماء العشرات من الشباب الدروز الذين يقبعون شهريّا في السجون العسكريّة الإسرائيليّة.
وأدعوك إلى قراءة كتاب الدراسة الوثائقيّة "العرب الدروز والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة حتى ال-48" للموقع أدناه. 
نحن عادة نربأ بأنفسنا عن المقارنات ولكن للضرورة أحكام وقد أجبرنا الدكتور مصطفى اللداوي، فعدد المجندين تطوّعا من بقيّة العرب في ال48 في الجيش والشرطة والخدمة الوطنيّة والشرطة الجماهيريّة أضعاف مضاعفة من الشباب الدروز المجندّين قسرا. وما دام الدكتور مصطفى اللداوي مطلعا على سجلّات وإحصائيّات الجيش الإسرائيلي ومتابعا لشهادات كبار ضباطه وناطقه العسكريّ، فنرجو أن يتفضّل علينا وعليك أخي القارىء ويحصل لنا على الأعداد لنتوجه معه حينها للمرجعيّات الدينيّة والسياسيّة في السعوديّة وقطر واسطنبول وتونس ومصر وفلسطين، لبذل أقصى الجهود الممكنة لثني شبابهم عن الانخراط تطوعا في الجيش الصهيوني، كما توجه الدكتور للمرجعيّات الدينيّة والسياسيّة الدرزيّة في سوريّة ولبنان والأردن لثني شبابهم !
الكاتب النائب والمحامي سعيد نفاع 
أواسط حزيران 2012

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق