يَجب وَضع النقاط على ألحُروف أيّها ألسادة بقلم د. نجيب صعب أبو سنان
2012-04-30 20:42:47

   وضع ألنقاط على الحروف أمر طبيعي وأمر يستوجب الصراحة , لا بل الصراحة المتناهية خاصة في موضوع من ألأهمية بمكان، ويترتب عدم التهاون به، أو عدم إهماله قطعيّاً، وبألأحرى يجب وبدون تأجيل علاجه الا وهو تدني العلامات وعدد المستحقين بشهادة البجروت في المدارس الثانوية، التي ينبغي أن تحظى بأقصى درجات ألأهتمام والعناية المتوالية والمتواصلة دون انقطاع.
   فقد أعلنت وزارة المعارف عن سلم تدريج المدارس الثانوية فيما يخص الاستحقاق بشهادة البجروت، وبرزت مدارس تستحق إعادة النظر فيها لتدني نتائج البجروت فيها، وبدون ريب يعرف القاصي والداني عن هذه المدارس كما يعرف طاقم المربين الذين على كواهلهم تربض المسؤولية في تربية النشئ في تقديم ما يلزم تقديمه من تضحية، من إهتمام، من عمل دؤوب، من تدقيق ، من تخطيط، من تنفيذ ومن رعاية ايضاً لهذا النشئ، هذا النشئ الذي هو عماد المستقبل، رواد الغد الزاهر نحو العلم والازدهار والمجتمع الحضاري.
   ومن منطلق قول الكلمة الحرة وإبراز الحقائق دون القصد بمسّ أحد من المربين المخلصين، الا أنه يترتب لا بل من باب الواجب الاجتماعي والمسؤولية الخالصة ان نقول للخطأ خطأ دون مواربة ودون مراوغة وكذلك دون استرضاء لأية جهةٍ كانت.
   وعليه أرجو أن أسدي بعض الواجب في التطرّق لمسببات التدني في نتائج البجروت وفي عدد المستحقين لشهادة البجروت دون خوض غمار التفصيلات سوى التنويه الخاطف للنتائج الاجمالية: فقد بلغ عدد الطلاب الذين تقدّموا في البلاد في الثانويات في الوسط العربي والدرزي على إختلاف مدارسه الثانوية، الصفوف الثواني عشر لأمتحانات البجروت 13572 طالباً وطالبة وعدد الحاصلين على شهادة البجروت 6002 طالباً أي ما يعادل 32% فقط.
   سمعنا بهذا الصدد أن وزارة المعارف من وزير المعارف الى مدير عام الوزارة الى مسؤولين آخرين قد يتخذون خطوات بهذا السياق ضد إدارات المدارس التي أثبتت فشلها، فاذا حدث؟ هل أحد يلاحق ذلك؟ وما هي هذه الخطوات وخاصة عندما ظهرت محاولات الغش في الامتحانات وتعويدالطلاب على الاتكال واعتماد طرق ضارة وليست في مصلحة أحد من الابناء؟
   وأقولها صراحة دون المس بأحد: هل يحاسب هؤلاء المربون أنفسهم على هذه النتائج؟؟ وهل يقومون بأية خطوة معينة من أجل مصلحة الابناء، فلذات الاكباد؟؟ وهل انعقدت جلسة تقييم الاوضاع في هذه المدارس بمبادرة أي جهة كانت للبحث في هذه الظاهرة؟، وهل خطر ببال مسؤول عن هذه المدارس محليّاً وقطرياً محاسبة النفس؟؟ الى أين سيصل الامر في هذه ألأحوال؟؟؟
   وكذلك إخواني وأخواتي القراء: أين لجان ألأهل من هذا؟؟ ألم يعرف القاصي والداني انه يمكن لهذه اللجان التدخل بموجب القانون والعمل معاً من أجل التغيير الى ألأحسن؟!
 ولا أبالغ اذا تعمّقت قليلاً وأوضحت قائلاً: أن جزءاً كبيراً من هذه المشكلة ومن ضرب مستقبل الابناء يقع وبدون شك في كيفية تسيير أمور المدارس الثانوية وبدون ريب في التعينيات السياسية التي تفرضها الاوضاع السياسية المحلية، فاذا تعمّقنا أكثر لوجدنا أخواني وأخواتي في مدارس كثيرة أن مربين محترمين لغاية واحدة أو لأكثر من غاية يقومون بتدريس موضوع لم يؤهلوا او لم يختصّوا به، والامثلة كثيرة وواضحة، أين التفتيش من هذا؟ ثم أين الاهل ايضاً؟ والانكى من ذلك كيف يمكن لأدارة مدرسة تحترم نفسها حقاً توافق على ذلك؟
   فرجاءً أيها المسؤولين في الوزارة والسلطات المحلية والمدارس الثانوية افحصوا وتفحصوا الامور عن كثب  للحد من هذه الظواهر ، وحكّموا الضمائر لان هذا الجيل أمانة في اعناق كل ذوي الشأن من المفتشين ، السلطات المحلية، المدراء، لجان الآباء، وأناشدكم جميعاً من الاعماق بأن تهبوا حياضاً عن مستقبل الابناء خوفاً من الضياع، والذي ينتظر الكثيرين إن لم يعالج الامر بشكل موضوعي ومن الجذور قبل فوات ألأوان وقبل فقدان مستقبل الكثيرين.
   وعليه أرجو أن يتفهم الامر كل ذي ضمير حي، من ان هذه السطور لم تأتِ لتمس أحداً لا سمح الله وانما نزولاً عند الشعور بالمسؤولية الجماعية والخاصة ويترفع عن الصغائر، ويشمّر عن ساعديه ويأخذ زمام المبادرة في إطار مجال عمله ليُسهم مساهمة فعّالة في دفع عملية التّربية والتعليم قدماً الى الامام لتكون مقرونة بنتائج مشّرفة تؤكد مصداقية الوظيفة والمسؤولية التي يتبوأها كل واحد في موقعه.
   وأخيراً إخواني وأخواتي معشر المربين والاهل ألأعزاء: الاّ يرى كل واحد منا في تعويد الابناء والطلاب على النقل في الامتحانات ، هذا ما أثبتته وأفرزته نتائج الامتحانات من الغش والاساليب الاخرى التي تمخّضت عنها هذه النتائج ايضاً جريمة نكراء في حق هذا الجيل؟ الا يليق بمعشر المربين والاهل والمسؤولين معاً تعميق العناية وكذلك تخطيط سليم ومواكبة وملاحقة لما يرسم ويخطط لتنفيذه بحذافيره!؟ لأن أبناءنا بدون شك يستحقون منا أكثر من ذلك، ويستحقون ايضاً اعطاءهم الفرص وعدم المراضاه والاسترضاء لا لقريب ولا لبعيد، ففي نظري يمكن العمل معاً لتغيير الاوضاع اذا اتخذت  الخطوات اللازمة من أجل نجاعة العمل، مواكبته بشكل أمين، موضوعي صادق في ظل الترفع عن الخصوصيات والمحسوبيات من كل جوانبها، عندها تتغير ألأحوال وكذلك النتائج إنشاء الله إذا وضعنا النقاط على الحروف حقّاً.     

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق