"لباس القتل" أم زهر الياسمين؟ بقلم اليف صباغ
2012-04-01 23:12:48

 لم اكتب يوما مقالا في الدفاع عن شخص لشخصه وان كان رئيس دولة او صاحب مكانة أخرى، ولست في وارد الدفاع عن السيدة اسماء الأسد، وهي ليست بحاجة الى دفاعي أصلا، لأن اهل الشام أدرى مني، ولأن ثقافتها المتميزة وسلوكها الشرقي السوري الانيق، المهذب والمتواضع، معلوم لدى السوريين وكل من يبحث عن الحقيقة، ولا يحجبه غربال الاعلام المأجور. لا حاجة ايضا للدفاع عن رئيس عربي يقود سيارته بنفسه ويأكل في مطاعم مدينته ويعشق ياسمينها الابيض، ولكني أجد واجبا اخلاقيا عليّ، تجاه عقلي ونفسي وأولادي وزملائي ووعيي الذي لا ينطفئ، ان افضح وأفند هذا الاعلام المأفون، وربما هذه الابواق المخابراتية التي استخدمت الاعلام مطية سهلة الركوب ومدفوعة الأجر، وأجد نفسي مضطرا ان أنبه بعض من خانتهم عيونهم، او نظاراتهم، من شدة الحرالصجراوي، فلم تبق أمامهم الا صورة السراب المضلل، فأعمى عيونهم عن رؤية الحقيقة.
بعد ان فشلت كل المحاولات الدنيئة، طيلة سنوات مضت، لاغراء وجذب السيدة اسماء الاسد الى أغلفة مجلات الموضه الغربية، ولم يبق من كلام جميل وأوصاف وتحليلات تمدح شخصيتها واناقتها وتواضعها، وتتوجها سيدة في المرتبة الاولى، وبعد ان خذلتهم بكل المستويات، وبعد ان كشرت الضباع الغربية والعربية عن انيابها مستهدفة سوريا ورئيسها، كان لا بد ان ينقلبوا على السيدة اسماء، فيكيلون لها الاتهامات المهينة ، يدعون مرة بأنها حاولت الهرب مع ابنائها الى بريطانيا ففاجأتهم مع ابنائها في ساحة الامويين مع عشرات الالوف من ابناء الشام، ومرة حولوا تواضعها وبُعدها عن وسائل الاعلام الى غياب مقرون بعلامة سؤال كبرى ففاجأتهم بضيافة أمهات الشهداء في عيد الأم، ومرة نسبوا اليها بريدا الكترونيا افتراضيا، معللين ذلك انها تفتح حسابا الكترونيا بأسماء أخرى، وفيه نسبوا اليها ترفا وحبا للتسوق كانوا يشدونها اليه منذ سنين ولكنها كانت في كل مرة تخذلهم.
اليوم دخل المهرجون من خبراء الإعلام والمخابرات وعلم النفس غرفة أخرى من غرف العمليات المفضوحة ، غرفة علم النفس وتحليل الحركات واللباس، وقلبوا الصورة راسا على عقب، كما يحدث عادة في الغرف المظلمة، فكتب الصحفي الاسرائيلي شاحر عطوان(هآرتس 30.3.12) تحت عنوان، "لباس القتل" فيقول: "بدأت علاقة أسماء الاسد الغرامية بوسائل الاعلام العالمية في 2008 في قمة البحر المتوسط في باريس. فبعد سنين من العزلة الدولية ظهر الزوجان الاسد ظهورا نادرا براقا غطى حتى على ظهور الزوجين ساركوزي – باروني. وقد أسر حضورهما قلوب الساسة والصحفيين الذين التقوا معهما. كما أُسر هؤلاء الآخِرون بسحر زوجة الرئيس واسلوب لباسها المهذب وخُلقت أيقونة اسلوب جديد"....ويضيف، "زاد الانشغال بمظهرها الخارجي زخما بين ليلة وضحاها تقريبا، لكن الاسد رفضت التعاون (التأكيد مني)، وحينما سُئلت مثلا هل استغلت الزيارة للعاصمة الفرنسية للشراء ايضا أجابت (وهو يقتبس عن المجلة صاحبة الخبر): "ان باريس تستحق أكثر من مجرد التسوق. ففيها الكثير جدا مما يشاهَد أو يُفعل وأماكن للزيارة". وأضافت قائلة: "ليس للموضة أهمية عليا في نظري. فأنا مثل جميع السوريات أحب ان أكون أنيقة، لكنني أفضل دائما لباسا هادئا ومحتشما ومريحا"." كلام لم تعتاد الاذن الغربية على سماعه او قراءته من سيدة عربية او حتى غربية، في المرتبة الاولى. لقد احتوى هذا المقطع الصغير، من كلام شاحر ومن اقتباساته، من التناقضات ما يشير الى سوء النية  وقصد التحريض ومجاولة تغطية الشمس بكربال (غربال كبير الفتحات)، ففي حين بدأ الصحفي شاحر فقرته بان السيد الاسد "أُغرِمت" بوسائل الاعلام، وهذا ما كانوا يتمنونه في مجلات الموضة والدوائر الغربية المختصة بالسيدات الأول، وقد انهالوا عليها بالمدائح التي تغري كل سيدة في هذا الكون، فقد عاد ،كغيره، وعبر عن خيبة أمله، لأن السيدة الاسد "رفضت التعاون"، بعكس ما فعلت سيدات أخريات ومنهن سيدة البيت الابيض وسيدة الاليزيه. يبدو انهم بالغوا في آمالهم من السيدة الاسد كما بالغوا في تمنياتهم من الرئيس فكان الرد مجلجلا وطافحا بالحقد. هكذا طفح المقال المذكور بالتحريض ومحاولات بائسة لتشويه صورة السيدة أسماء الاسد بتشبيهها بماري انطوانيت، او اعتبارها غطاء لطيفا لنظام دموي، او مراقبة مشيتها وتحليلها، فاصبحت حركتها الرشيقة هي "الحركة الحادة المصممة في الفراغ مع بريق وهاج احمر"، او اعتبار لباسها المهذب والمحتشم والانيق "لباس قتل"، تحليل وتشبيه يخدم الصورة التي يريدونها للنظام بعكس الصورة التي رسموها لذات السيدة، اسماء الاسد، عندما ارادوها لوحة لمجلات الموضة وخيبت آمالهم.
مثل هذه الحملات الاعلامية الرخيصة لا تنطوي على أهل الشام، وهي في الحقيقة لا تعض  اخمص قدمي، بل اخمص كعبي حذاء السيدة المتواضعة والانيقة، السيدة المهذبة، سيدة سوريا وبلاد الشام كلها، فكلما هبت الرياح على الياسمين ازداد هواء الشام عطرا وسيداتها تألقا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق