فسوطة صحراء من الثقافة :بقلم ايلي شهلا
2012-03-22 23:38:00

فسوطة صحراء من الثقافة :بقلم ايلي شهلا
فسوطة قرية جليلية صغيرة عدد سكانها لا يتعدى ال أربعة الاف نسمة يكثر بها الخَضار وألوان الطبيعة الإمعة بنيت فسوطة ما فبل مائتا سنة على ثلاث تلال وعلى رأس التلة بنيت كنيسة وهذا ما يجعلها من الدين المسيحي والذي يميزها عن باقي قرى الجليل, يكثر في فسوطة العديد من الأماكن التراثية التي تذكرنا بالماضي الذي كان فيه الفلاح يزرع البقوليات والخضار ويحصد في نهاية الموسم ليكتفي بما هو عليه وهذا ما جعلنا نفخر بأجدادنا.
فسوطة قرية صامدة صمدت ضد الاحتلال البريطاني ومن بعدها الاحتلال الصهيوني ولحسن الحظ رغم كل الصعوبات المرت على ارض فلسطين الى انها لم يتشرد اي بيت من القرية او يهجر.
اما وللأسف الشديد فكل ما نفتقر له في هذه القرية الغنية بالحب والقلوب الطيبة القليل من الثقافة والوعي , فبالنسبة للمثقفين في فسوطة فهم من طبقة راقية جداً ومحترمة تميزهم الروح الطيبة والآداب , هذه ما دفعني لأطلق اسم صحراء من الثقافة فهل ممكن بوجود كل من هذه الكمية من المثقفين ولم يحرك لهم ساكناٌ مع العلم بأن القرية بوضع محرج مع هذا أدعو الجميع للتثقف لنكون في وتيرة واحدة لجعل القرية أكثر صمودا وبقاء في وجه الأعداء.
فبالنسبة لبعض من الزعماء المبالين وعدمي الثقافة لا يتواجد اي اهتمام من طرفهم بالنسبة للقرية ومستقبلها فهمهم الوحيد المصالح الشخصية وإرضاء الأقارب والمجموعات , فلا احد منهم ينظر للقرية يشكل ايجابي او بشكل جماعي لإرضاء الجميع وليس فقط المجموعات الداعمة لهم كما هو الحال عند كل من الجهتين من قِبل الرئيس او المرشح والمعارضة له فهذا الشيء كافٍ لينصف القرية الى نصفين وجعلها غير موحدة وغير متوازنة بين المجتمع الصهيوني.
فيمكن ان نعطي مثلاً لنبرهن عدم ألامبالاة وقلة الوعي عند كل من له علاقة بالثقافة في البلد وله مسؤولية في هذا الوضع المحرج فما نتكلم عنه عبارة عن مركز أساسي وضروري وله دور مهم في المجتمع والمستقبل والعلم فالمكتبة تعتبر رمز للثقافة ومن اهم المراكز الثقافية في المجتمع وخاصة مجتمعنا العربي كما ان المكتبة العربية غنية عن التعريف من أسماء لامعة من شعراء وأدباء , فالمكتبة لم تلقى إي اهتمام كما يجب وخصوصاً في الآونة الخيرة من قِبل المسئولين من مندوبين وزارة المعارف ورؤساء مجالس وغيرهم, الى انه وصل الامر في تعين أقارب لهم ليداوموا في المكتبة الامر الذي ادى بأن تغلق المكتبة بدلاً من ان تبقى في الخدمة وهذا امر مؤسف جداً.
مثال أخر أريد ان أتوجه إليه ولأذكر الجميع بوجود مبنى ضخم تم بنائه قبل اكثر من عشرة أعوام فهو مبنى ومركز جماهيري ضخماً كفاية ليتزود بالفعاليات الثقافية اللازمة لدعم الأطفال والطلاب , فمثلاً عندما تم بناء المركز الجماهيري تأسست جمعية لخدمة المركز والبلد الا انه تم ابعاد هذه الجمعية من قبل الزعماء ولأسباب شخصية ومع العلم بان الملاكز الجماهيري لا يملئه الا الفراغ حالياً ولا يستغل كما يجب , وهذا امر كافٍ للاقتناع بالفقر من الثقافة.
فكل ما أتسال عنه هل يمكن لمجموعة اقلية تؤمن بسياسة الرأس مالية والبرجوازية بان تسيطر على القرية ولتقوم بإبعاد الصالحين عن مهماتهم في سبيل تطوير وتجهيز جيل جديد من الأطفال بالعلم والثقافة , فاسأل نفسي مرة أخرى وأتمنى بان القى جوابا لهذا ما هو موقف المتسببين في دمار القرية والمجتمع والمتسببين بان ادعي على فسوطة صحراء من الثقافة.
فالمقصود بهم او المتسببين ليس فقط مجموعة معينة او زعيم بل كل من له طرف سياسي في حياته ويأمل بالسياسة , كما إني لست ضد اي طرف معين بل العكس فانا ضد كل الأطراف والأحزاب فلماذا ؟؟ سبب بسيط جداً وهو موقفي من العدو الصهيوني ووعي الكافي لفهم الحركات الصهيونية.
فأمل بان رسالتي قد وصلت لكل من له علاقة والرسالة هي فقط الثقافة.


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق