عندما بدأت اكتب الشعر قبل ثلاثين عاما تقريبا ،كان النشر صعبا لان الصحف كان يحرر الصفحة الادبية فيها كبار الادباء امثال اميل حبيبي وسالم جبران ومحمد علي طه وانطون شلحت وناجي ظاهر ومحمود عباسي ،فالنشر كان يعني اجازة الشاعر والكاتب وإعطاءه شهادة بأن كتابته جيدة ،وغالبية الكتابات كانت تهمل ولا تنشر وكانت زاوية في الصحيفة فيها رسائل القراء وردود عليها ،اما اليوم وللأسف لا يوجد محررون أدبيون لا في المواقع ولا في الصحف ما عدا سهيل كيوان في كل العرب وهو متسامح  مع المبتدئين.
قبل أن يطلق الكاتب المبتدئ على نفسه لقب شاعر عليه ان يتمهل ويأخذ اعترافا بمقدرته ممن يعرفون الشعر ويعرفون معاييره وحتى لو أصبح شاعرا فلن يغير لدى الناس شيئا الا اذا بحثوا عن أشعاره وكانت لأشعاره أهمية لديهم،
الساحة مليئة بالخواطر وهي ليست شعرا ولا ما يحزنون وحتى تدركون ما هو الشعر عليكم مراجعة الشعر من قديمه الى حديثه والوقوف عند رواد الشعر وليس عند المحاولات الكتابية. طريق الشعر طويل وصعب فتمهلوا.
ان كتابة النصوص الشعرية لا تقتصر على ترتيب الكلمات عمودياً انها تحتاج الى المضمون الانساني الراقي والى الكلمات الموسيقية والى الاحساس الصادق والى ارتباط الاحساس بالجمال والطبيعة ،ومن لا يجيد الاوزان انصحه بالانتقال الى كتابة النصوص النثرية كما تفعل المتألقة رجاء بكرية ،فالشعر ليس كل شيء وهناك من النثر ما هو اهم من الشعر،الشعر هو اصعب الفنون الكتابية ومن يظن ان كتابة الشعر سهلة فهو مخطئ.