بعد خراب البصرة فهل تَخرب دمشق؟! محاسن قيس
2012-02-02 00:03:24

 ما زال المشهد السوري يتفاعل عربياً ودولياً لما يتعرض له هذا البلد العربي الأصيل الصامد والمقاوم من خلال هجمة على مستقبله وامنه الوطني والقومي من قبل اعداء الامة وعملاءها في المنطقة العربية .
اليوم وبعد ان افرزت هذه المرحلة الصراع بين القوى القومية والوطنية على ساحة الوطن العربي ضد القوى الاستعمارية وقوى التدخل الأجنبي بكل أشكاله وألوانه من جهة وبين القوى العربية العميلة المرتبطة تاريخياً مع الاستعمار والصهيونية العالمية المنفذة لمشاريعها ضد الشعوب العربية وقواها التحررية في العالم العربي!
اليوم أيضا وبعد أن تكشفت ووضحت خيوط هذه الهجمة وأهدافها بعد قرار ما يسمى بالجامعة العربية بوقف عمل فريق المراقبين العرب لأنه لا يتناغم مع أهداف القوى العميلة المرتبطة بالمشروع الغربي لاستهداف سوريا الذي أنصفها وشكك في مصداقية المعارضة وتهربها من الحوار؟!.
إن الهجمة على سوريا وبهذا الشكل الدموي وقرار إعدامها لم يأتي صُدفة بل جاء لعدّة اعتبارات جوسياسية تعيشها المنطقة ولان هنالك قرار من قبل دول استعمارية امبريالية لا تريد من سوريا ان تكون لاعب إقليمي بل اسرائيل هي اللاعب الاقليمي ضمن منظومة السلاح الامريكية الموجودة في بعض الدول العربية المرتبطة بالولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة .انه نفس السيناريو الذي طُبّق على العراق وشعبه عام  2003 تحت " شعارات ديمقراطية الدم والقتل والدمار والاحتلال؟! "
انظروا ماذا يقول جهابذة حلف الناتو العرب من ان لا تناقض بين المُمانعة والديمقراطية والحرية والتعددية ... هذا صحيح ولكن ما البديل هل البديل التبعية والرهان على المشاريع الأمريكية ومذهبة الصراع في المنطقة ودول الطوائف والذهاب إلى المجهول وتغيير طبيعة الصراع من إسرائيلي عربي إلى حروب أهلية في الوطن العربي ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير؟!!
هل محميات دول الخليج ودول مجلس التعاون الخليجي وقوات درع الجزيرة هي مستقبل الأمة في السيادة والحرية وتحرير الأرض والإنسان؟! هذه التي تسمى دول ليس لديها مشاريع سياسية ولا اقتصادية بل دول مستهلكة للبضائع والسلاح الأمريكي لضرب قوى التحرر والسيادة في الوطن العربي!
سوريا دولة محورية في المنطقة سوريا تدفع ثمن مواقفها من كل قضايا الصراع في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. سوريا حسمت أمرها عبر برنامج إصلاح متكامل سياسي واقتصادي وديمقراطي لا رجعةَ عنه وعلى هذا الأساس نحن مع سوريا قيادةً وشعباً وعندما نقول نحن مع سوريا لا نخجل أن نقول نحن مع بشار الأسد مع نهج وسياسة بشار الأسد السياسية والقومية والمحورية المقاومة الغير مرتبطة بقوى الاستعمار ومشاريعها التآمرية على الشعوب العربية وبطبيعة الحال نحن مع المعارضة الوطنية ورموزها في الداخل ومع مطالبهم العادلة في الإصلاح والتغيير ومنع التدخل الأجنبي.
لقد قسمت بلاد الشام عام 1916 إلى أربعة دول اليوم يُراد تقسيم سوريا إلى أكثر من ذلك, لقد غزت دول التحالف الغربي الاستعمارية العراق وطحنت جنازير دبابات التحالف الغربي عظام أبناء العراق العظيم مثلما طحنت عظام الليبيين أيضاً واحتلت ليبيا فهل يسمح أبناء وبنات الشام وجماهير الأمة من المحيط إلى الخليج احتلال سوريا وقتل شعبها؟!!         

   

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق