في الزمالة ! ! !
2011-12-23 10:09:17

     اللغة العربية الواسعة والتي  تحتضن الكلمات المترادفة والمتجانسة والمقصود بها في غالب الأحيان أكثر من معنى وأكثر من هدف وأكثر من لون من الكلام , ومن الصفات المتداولة بين الناس, ولا شك  ان لغة الضاد هذه تفوق معظم اللغات بمحتوياتها حتى انها تتسبب في بعض الأحيان وعن غير قصد  بالأساءة للبعض في نطاق الجدل والحديث لتنوع معانيها .

     والزميل بمعنى الرديف والرصيف في الصناعة او الرفيق في الحياة وفي العمل وفي الاتجاه الاجتماعي أو السياسي أو الزميل المرافق ايضاً في ورشة تربوية او هيئة تعليمية , او إطار أخر في أي نوع من مشاريع الحياة وهمومها منها محلولة ومنها قيد الأنتظار ومنها مما لا يمكن حله أبدا ويمكنها أن تبقى مستعصية .

     وكل فرد في مجموعة معينة مما سبق ذكره قد يكون بلا شك عضواً من بين الأعضاء الفعّالة في المجموعة ويكون زميلاً بكل ما في الكلمة من معنى.

والزميل ايها القراء الأعزاء بموجب النظم الأجتماعية والعادات والتقاليد الأنسانية الطيبة , والتي تربى عليها السّلف ومن كل الطوائف يترتب عليه  ان يتسم بصفات خلاّقة , بصفات تليق بتواجده بين هذه المجموعة او تلك , وفي مقدمتها الوفاء والأخلاص ةالأمانة مع باقي الزملاء الذين قد يعملون معاً , آو قد  يداومون على العمل معاً ويلتقون في كل حين وأكثر من مرة  في اليوم الواحد , الأمر الذي يحتم عليهم  ان يجسّدوا معنى الزمالة بحقيقتها وخاصةً اذا كان هؤلاء يعملون في حقل التربية والتعليم أو في حقل الصحافة أو في اي عمل اخر له علاقة بالجمهور مباشرة  او بطريق غير مباشر .

     وكثيرون الذين يدركون معنى الزمالة. . . ويقفون عند الحدود الأنسانية , عند حدود الوفاء وحدود الأخلاص والأمانة في القول والفعل , ويكوّنون  حلقة فعّالة ومركزية في هذا الأطار  او ذاك , وان هذا النهج يؤدي بالتالي في هذا الأطار الى التطور والأنجاز والتقدم بكل ما يقوم به من اعمال حيث يصح القول " على قدر أهل العزم تأتي العزائم  . . . " فطوبى لأهل العزم الصادقين والزملاء الطيبين.

     وفي المقابل من الناحية الأخرى نرى ونعي نفراً آخر من الناس وهم جزء من العاملين في هذا الأطار او سواه نراهم يعبثون بما يسمى "زمالة" ويتخذون منها امراً قد لا يتطلب العناية والأمور تسير كما يحلو لهم , فلا اعتبار عندهم لمعنى الزمالة ولا لأسسها ولأنظمتها , فالخيانة والنفاق والرياء والكذب  والتنكيل من وراء الكواليس لدى البعض للنيل من هذا وذاك يأخذ حدّه , وربما يتعمق مع الزمن وقد تتجلى الوشاية بصور عديدة الخ  . . . من هذه التصرفات مما يدعو إلى القلق والريب  لدى الآخرين , والأمر في هذا المضمار يدعو الى الأستغراب والعجب , وقد تطرح نفسها بهذا الصدد اسئلة كثيرة منها ,لماذا هذه الأعمال ؟ وكيق يمكن للزملاء ان يحفظوا انفسهم في مثل هذه التصرفات ؟ ايليق بالزملاء التصرف هكذا ؟ وهل يمكن بمثل هذه التصرفات الحرص على الغير او التعامل الأخوي والموضوعي ؟ وغير ذلك من الأسئلة الأخرى التي لم تذكر في هذا السياق ولا تزال تبحث عن اجوبة صريحة . . .  ولا من مجيب 
 
 
 
 
 
 
     وأخيراً ايها القارىء ايتها القارئة : اليس من الأفضل نبذ كل تصرف سلبي في اطار الزمالة ؟ بالطبع نعم وليس هذا فقط , بل يترتب على كل امرىء كان من كان وهو جزء لا يتجزأ من طاقم عاملين في كل أطار كان ان يحسن التصرف ويعطى معنى الزمالة حقها الكامل ليسعد هؤلاء الزملاء ولتكن الثقة  بين العاملين  راسخة متينة قوية تنم عن التعاون , التفاهم,الصراحة , التآخي  وصدق اللسان لما فيه خير المجموع , حقاً في مثل هذا النهج ربما تهدأ الزمالة وتستقر

وليس العكس , وقد يتمخض عن ذلك عمل مشترك يؤدي بالمجموعة  نفسها  بشكل خاص  الى تطور غير متوقع ايجابياً وينعكس ذلك على المجتمع بشكل عام ربما يكون في ذلك درساً قصيراً  للبعض في حياتنا اليومية قد يساهم ذلك في تحسين العلاقات وتوطيد الاحترامات واحترام الأنسانيات بين أبناء المجتمع الواحد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق