تحديد مناطق نفوذ البلاد العربية وأثرها على مشكلة أماكن السكن بقلم: طارق بصول
2011-11-27 12:30:38

بسم اللة والحمد للة الذي أحصى جميع الأشياء ولا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء,والصلاة والسلام على عبده ورسوله  سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد:لكل دولة في العالم  حدود   تميزها عن غيرها بالمساحة وسلطة الحكم لتستطيع  أن تدير شؤونها ضمن مجال حدودها دون  ألتعدي على  دولة أخرى, أيضا  البلدة لها  حدود تفصلها عن غيرها وتمكنها من إدارة وحكم تلك المنطقة  التابعة لها. وتسمى منطقة نفوذ ألبلدة  وليس حدود. في هذا المقال سوف نبحث ظاهرة تحديد نفوذ البلدة العربية  وأثرها على قلة أماكن السكن وخصوصا لدى الأزواج الشابة.
قبل أن نبين طرق تحديد مناطق نفوذ البلاد العربية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948, لا بد من التطرق للمحة تاريخية  عن تحديد مناطق نفوذ البلاد العربية قبل قيام الدولة.
منطقة نفوذ بلدة تعني الأراضي التابعة لسكان البلدة المحليين أو للسلطة المحلية. وبما أن وجود سلطات محلية ظاهرة حديثة ظهرت بعد قيام الدولة ما عدا قسم قليل من البلاد العربية التي حصلت على سلطة محلية قبل قيام الدولة مثل:
مدينة الناصرة عام 1875 ومدينة شفا عمرو  عام 1910 زمن الدولة العثمانية.أما غالبية البلدات العربية كانت تدار على يد مختار يعين من قبل السكان المحليين وليس كما يعتقد من قبل الدولة العثمانية.
تحديد نفوذ البلاد العربية بدأ منذ منتصف القرن أل-19 وبالتحديد  بعد قانون الأراضي عام 1858 حينها تم إلغاء طريقة المشاع التي كانت منتهجة حتى تلك الفترة التي بموجبها  يتم تقسيم أراضي الدولة على الفلاحين لخمسة أعوام وبعد ذلك يتم إعادة الأراضي للدولة العثمانية ,بمعنى أخر جميع الأراضي كانت ملكية الدولة العثمانية.
بعد تملك الأرض عام 1858  أصبح الفلاح يدفع الضرائب للوالي مقابل ألملكية ,لهذا  مساحة نفوذ البلدة  تعلقت بوضع الاقتصادي ورؤوس الأموال في البلدة وليس بعدد السكان. لهذا اليوم نجد بلدة عدد سكانها اقل من بلدة أخرى ولكن منطقة نفوذها اكبر.
إذن بعد أن  تعرفنا عن طريقة تحديد نفوذ البلدة  العربية في أواخر العهد العثماني سوف نتطرق للتغيرات التي طرأت على نفوذ البلدة في العهد البريطاني (1917-1948) هنا نريد أن نقف  ونوضح نقطة مهمة عن فترة  حكم بريطانيا  في بلادنا.الكثير يستعمل مصطلح الانتداب وهذا خطا, بحيث معنى كلمة انتداب هي تحسين  وتحضير للاستقلال الذاتي ولكن كل الأبحاث التي أجريت على البلدة العربية خلال العهد  البريطاني تشير إلى تدهور اقتصادي وحجر مانع للتطور البلدات  العربية.
نفوذ البلاد العربية خلال العهد البريطاني تقلص لسببين أساسيين:
أ‌- بيع الأراضي للقادمين الجدد (الهجرة الرابعة والخامسة) عن طريق الوكالة اليهودية.بسبب تدهور الوضع الاقتصادي.
ب‌-   مصادرة الأراضي من قبل الحكم البريطاني بحجة أنها غير مستغلة.
بعد قيام الدولة استمرت  مصادرة الأراضي من قبل الحكومة وبالتحديد بعد قانون التخطيط والبناء عام 1965 الذي ينص على استغلال أراضي الدولة  على الصعيد القطري مثل: شق شوارع  بين المدن  وإقامة أماكن عامة كالمنتزهات وبناء مدن تطوير من خلال وضع خارطة  هيكلية قطرية (תמ"א) وعلى الصعيد المحلي من خلال وضع ألخارطة الهيكلية محلية (תוכנית אב).
هذا القانون هدفه  تطوير ظروف السكن من خلال تحضير بنية تحتية جيدة مثل: الصرف الصحي, شق الشوارع وأماكن عمومية والحفاظ على بعد سكني.من اجل ملائمة الخارطة الهيكلية للمدى لا بد  من استعمال الأرض الذي يتطلب مصادرتها وبهذا تقلص مسطح نفوذ  وبناء البلدة. بالمقابل ازدياد عدد السكان بشكل سريع والحاجة لأماكن سكن.
للختام: لكل مشكلة هنالك حل إذا بحثنا فيها بالشكل الصحيح, مشكلة عدم وجود أماكن سكن تعد من أعظم مشاكل مجتمعنا. لو بقينا نوجه ألاتهامات للحكومة ونحن مكتفو الأيدي لم نجد حلا.فهنالك بعض الخطوات التي يجب أن نكون مبادرين  بها:
أ‌-   السلطة المحلية : يجب أن تستثمر  كل ما بوسعها لتوسيع مسطح البناء من خلال بحث ومعالجة الخارطة الهيكلية, فحان الوقت لاختيار رئيس للسلطة ذات معرفة وعلم لكل ما يحصل في الدوائر الحكومية  لا على أساس عائلة  الذي نهى عنها الإسلام, فوزارة الإسكان  تنتظر الرؤساء من اجل معالجة والبحث بالخارطة الهيكلية وتوسيع  مسطح البناء. أنا لا اقل آن الأمر سهل والوزارة لينة في هذه الأمور ولكن لا بد من المبادرة والوقوف عليها, حيث هنالك العديد من السلطات المحلية كانت صارمة بموقفها حتى نالت مطالبها.
ب‌-  أعضاء الكنيست العرب :  دورهم لا يقل عن السلطة المحلية فصوتهم يصل للجهات العليا أسرع من باقي الشعب فيجب عليهم عرض العديد من القوانين التي تساهم بحل المشكلة مثل : سن قانون يسمح ببناء أكثر من أربعة طوابق وتوسيع مسطح البناء.
مرة أخرى  المشكلة ليس متعلقة بنا فحسب فالحكومة شريكة في هذه المشكلة,لكن لا بد من  المبادرة في العمل. حيث قال تعالى " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون" (التوبة :9105).
والحمد للة والصلاة والسلام على سيدنا محمد.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق