علامَ ألهم ؟؟؟
2011-11-17 21:35:04

بقلم د. نجيب صعب - ابو سنان


    من يقف هنيهة مع نفسه ويحاول ان ينظر الى الحياة نظرة ايجابية واقعية، ويتمكّن كذلك من قول الحقيقة لذاته دون مواربة، وكذلك دون ان يغش نفسه او دون ان يحاول اللف والدوران ليكون صادقاً مع نفسه، بدون شك يصل الى استنتاجات عديدة ومتنوعة ربما تكون له نبراساً الى اليوم التالي او الى مستقبل يختلف عما هو فيه.

    وإذا أحكم المرء هذه النظرات جيداً لتبلورت وبدون شك لديه عدة عبارات وآراء قد يتخذ قسماً منها في نهج حياته لتحسين أحواله او لتعديل نهجه الحياتي وتصرفاته اليوميه مع ذويه ومع أصدقائه ومع أقرانه من مختلف الاطياف والشرائح الاجتماعية.

    ففي مقدمة الأسئلة التي قد تتبادر لذهن المرء في نهاية النظرة الى الحياة، هذا طبعاً اذا كانت النظرة كما أسلفت واقعية وموضوعية هو السؤال التالي: علامَ الهم؟؟ علامَ الهم؟؟

ويمكن أن يتبادر هذا السؤال للكثيرين حتى من الذين لم يقفوا وينظروا الى الحياة نظرة ايجابية لانه يمكن للمرء ان يسأل نفسه بشكل عشوائي وكذلك بدون استعداد مثل هذا السؤال وغيره من الاسئلة، وربما يجد له جواباً قد يقتنع فيه او بالعكس، ففي نظري من المفضّل لكل امرئ ان يسأل نفسه هذا السؤال لان في هذا السؤال كثير من العبر, والأجوبة عليه عديدة ومتنوعة، وكل يمكنه ان يجيب عليه كما يحلو ويطيب له، او بالاحرى كما يتلائم ووضع الشخص ذاته.

    وفي هذا الصدد أود ان انوه الى ما قاله ابراهيم ابن ادهم حين مر به رجل حيث كان وجه هذا الرجل ينطق بأنه مهموم وتعب مما فيه، فقال له إبراهيم بن أدهم محاولة منه لتخفيف الهم عنه: سأسألك ثلاثة أسئلة فأجبني عليها بصراحة حيث قال:

أيجري في هذا الكون شيء لا يدركه الله؟ فقال الرجل: لا !! فقال ابراهيم بن أدهم: افينقص من رزقك شيء قدرة الله؟؟ فقال : لا !!  فقال ابراهيم بن ادهم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله؟ فقال الرجل: لا!! فقال ابراهيم بن أدهم: إذن فعلامَ الهم؟؟.

    بدون ريب وبدون أدنى شك اننا نوافق جميعنا على ما سلف من أسئلة إبراهيم بن أدهم وأجوبة الرجل، وهنا أوكد في هذا السياق على أن الهم يأكل او يقتل صاحبه اذا استفرس بصاحبه، وطالما المرء يستند الى ايمان راسخ وعقيدة راسخة بأن الله سبحانه وتعالى يعطي كل امرء ما كتب له وما قدّر له، إذن لماذا نحمل هموم الدنيا على أكتافنا ؟ وفي كثير من ألأحيان ندعها تتحكم في امورنا وربما تسيطر على عقولنا وأحاسيسنا، الامر الذي قد يؤدي في بعض الامور وغالب الاحيان الى نتائج قد لا تحمد عقباها لا سمح الله.

    وخلاصة القول عزيزي القارئ عزيزتي القارئة من ألأفضل ان نأخذ الامور بدون هموم، ونرى فيها اموراً مقدرة مع سعينا للحل دون تكبّد الهم الكبير الذي نحمله قد يضر فينا كثيراً، وعليه مستحسن بل مستحسن جداً ان يكون ايماننا راسخاً ومعتقداتنا عميقة جداً في ذاتنا, لان في ذلك راحة للضمير، وراحة للنفس وتخفيف مضمون للهم الذي من المفروض ان نحاربه بهذه الوسائل , مع إضافة معينة من التسامح والحكمة والتفكير الايجابي، عندها نزيل الهم عنا ونخفف من ألمنا بهذا الصدد , لأنه لا يوجد أمر في هذه الدنيا يستحق الهم!! إذن علامَ الهم؟؟ .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق