لا يمكن لأحد في هذا الكون أن ينكربأن مهنة التدريس هي رسالة مقدّسة، وكل من يعمل بها لا شك ان له التقدير الكبير والاحترام الكامل في المجتمع ، لما تنطوي هذه الرسالة السامية والمقدّسة عليه من معاني انسانية، خلاقة، متفانية في سبيل تربية النشئ الجديد، تربية صالحة، وتنشئته نشأة خلاّقة، وإعطائه الحد الاقصى من المعلومات وقبل المعلومات التربية الانسانية والعلاقات الطيّبة والمحترمة بشكل متبادل مع الاهل، الزملاء، المربين وباقي أفراد المجتمع، هذا الامر طبعاً يشمل جميع العاملين في حقل التربية والتعليم من جهار التفتيش الى المديرين والمربين وكل من له علاقة بتطبيق هذه الرسالة بحذافيرها وبجد وأمانة.

    وفي هذه السطور يعذرني الاخوة والاخوات، الزملاء الزميلات من العاملين في هذا المجال اذا قمت بعرض بعض الامور التي بحاجة الى لفت نظر دون القصد بالمس بأي كان لأني أكنّ التقدير والاحترام لكل من يعمل في هذا المجال بشكل شخصي.

    إذا أمعنّا النظر أيها القراء الاعزاء لوجدنا بعض الامور في عملية التربية والتعليم في هذه الايام تختلف عن ذي قبل، ولا بد من الاشارة الى بعض من الامور التي يجب الا تتواجد في هذا الحقل التعليمي والتربوي ويجب اقتلاعها من الجذور وذلك حرصاً على مصلحة الابناء فلذات الاكباد، حرصاً على مستقبلهم وحرصاً ايضاً على ضمان تقديم ما يجب تقديمه لهم في ظل العملية التعليمية والتربية على طريق صقل شخصيتهم الاجتماعية مستقبلاً.

    يترتب في نظري دراسة كل خطوة في اختيار المربي او المربية لتقديم ما يجب تقديمه، فالإدارة عليها مراعاة مصالح الطلاب وفقط مصالح الطلاب في القاء هذه المهمة او تلك على هذا المعلم او ذاك، وهذه المعلمة او تلك، فالموضوعية يجب ان تكون في رأس سلم الافضليات لدى صاحب القرار في اختيار العامل في حقل التربية والتعليم ذلك من باب الموضوعية فقط ! ! .

    فكثيرة هي الأمور التي تصل الى مسامعي هنا وهناك , حيث أن الطلاب يعانون من ضعف ومن تأخر في بعض الاحيان، وكثيرون الذين يُسمِعونني بعضاً من الملاحظات عن تعيينات بموجب صفقات بين الادارات، والمحسوبيات تلعب دوراً والقرابة لها تأثير كبير ، والعلاقة الشخصية والعائلية في كثير من الاحيان هي الفاصلة ، وكذلك مقايضات قد تكون هنا وهناك.. وهنا أتساءل وأقول : أين الموضوعية؟؟ أين الكفاءات؟؟ الا يجب ان يعلّم التاريخ معلم التاريخ المختص؟؟ وكذلك الا يجب بل يترتب على معلم الرياضيات أن يختص بالرياضيات؟؟ الا يجب ان يعلّم اللغة العبرية من هو مؤهل في اللغة العبرية؟!! وكذلك الحال في باقي المواضيع الخ... حيث أن الامر في بعض الامور ليس كذلك ؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟

    هنا في نظري يجب الضرب عرض الحائط كل المسببات غير التربوية وغير الموضوعية وغير التثقيفية ونبذها في كل مؤسسة ومؤسسة وذلك لإرضاء الضمير الحي ونزولاً عند مصلحة وفائدة الابناء الذين هم امانةفي اعناق الادارات والمدرّسين والمدرّسات، ولان في ذلك تأدية الخدمة الصحيحة والصائبة والهادفة لتحسين ورفع مستوى الابناء ولاعطائهم حقّهم الكامل في هذا المجال، وإني ومن كل قلبي أقدّر وأحترم كل هيئة تدريسية بمديرها وأعضائها تقوم بأداء واجبها كما يجب بعيدة عن المزايدات وعن كل ما هو ليس في مصلحة الابناء، ومن ناحية أخرى أرجو ان أهمس بأذآن الجميع وبكل إحترام وتقدير انه يترتب العمل سوية بتظافر كل القوى الفاعلة في عملية التربية والتعليم ليس من أجل هذا أو ذاك . وانما من أجل ارضاء الضمير الحي كما اسلفت، ورفقاً بالابناء الذين يستحقون منا جميعاً حساب النفس من أجل التربية الصالحة والانجاز العصري في مجالات العلم والتعليم والمعرفة، لضمان مستقبل أفضل للنشئ الجديد، هكذا يمكن النهوض بالابناء ومحاربة الضعف والتأخر في صفوف الابناء، عندها الرسالة وتأديتها تسيران في الطريق القويم.. وعندها كذلك يرتاح الضمير الحي الذي كثيراً ما يخرج الى إجازة في هذه الأيام وللأسف  .