مطعم "بورتيولي" وسباق مع الموت
2011-10-21 13:50:31

تلقيت دعوة من صديق لزيارة مطعم جديد غربي المدينة  حمل اسما ايطاليا ويدعى "بورتيولي" فكان الاستقبال ابتسامة لم تسقط من وجوهه اصحابه والمكان الجديد قد بادر بإقامته شابان عربيان من عسفيا واكسال يحققان حلمهما وعلى موعد مع حياة اخرى

الكثير في هذه المدينة يشتكون في السنوات  الأخيرة من غياب المطاعم والمقاهي العائلية وكثير من قالوا بأن شفا عمرو مدينة تذهب لنوم مبكرا لكن الواقع فأن المبادرات أخذت تعلو لسطح بافتتاح المحلات التجارية على امتداد مداخل المدينة خاصة الغربيه فهنا نشاهد الكثير يمارسون هواية الرياضة ويسيرون زرافات وأحيانا أزواجا باتجاه الغرب واتجاه الشرق .

خلال جلوسي  في المطعم الايطالي تنبهت مع الأصدقاء حولي لأصوات السيارات المندفعة بقوه نحو الغرب ونحو الشرق عرفت بعد لحظات بأن الحديث يجري عن سباق لهذه السيارات يندفع سائقها بسرعة جنونية في الاتجاهين ولا يردعه سيارات أخرى تمر في الطريق الرئيسي وواصل هؤلاء لعبة الموت ولا شرطة في المكان ولا سائل ولا تشعر بلذة الجلسة في المطعم الايطالي ولا في الأسماء الأخرى لان الموت قاب قوسين وادنى

قلت في السابق نجاح وسقوط المجتمعات يبدأ بتربية صالحة ويبدأ بأهل يعرفون اتجاه  المحرك واتجاه الأبناء في ساعات الليل  المتأخرة وتعجيل دوريات المتطوعين في مشروع "مدينة بلا عنف" واجب يجب الشروع فيه لان الكارثة لا محال منها في ظل فوضى الآخرين وإقامة "المطبات" تحت إطارات السيارات مطلب عاجل قبل كارثة لا محال منها وعيون المؤسسة الأولى لتطوير البلد واجب ودخول الأسباب كلها في معادلة واحده ستمنع الموت القادم .   


عندما تغيب شفاعمرو عن مناسباتها

أسبوع حافل مر على المدينة بالنشاطات الثقافية بدأت بإطلاق اسم الشاعر الراحل محمود درويش على مدخل شفاعمرو الجنوبي وبعد ازاحة الستار اتجه العشرات من الضيوف والمحلين الى قاعة البلدية للاستماع لصوت الفنانة الشفاعمرية ريم تلحمي وهي تغني أشعار الراحل الباقية كلماتها في ذاكرة الشعب.. وبعد مرور 24 ساعة كانت شفاعمرو على موعد مع مهرجان التمثيل الصامت أبدع فيه الفنان سعيد سلامة وأبدع فيه فنانون بقدراتهم على إيصال الرسالة شفهيا وأمام قاعه امتلئت بالضيوف ورغم اختصار المهرجان هذا العام.. وبعد 24 ساعة أضاءة قلعة الظاهر جدرانها القديمة لتستيقظ من نومها بعد هجرة الآخرين وكان الحضور على موعد مع مهرجان القلعة لنسمع ونشاهد براعم الربيع في أبدعاتهم فخرج المشاركون من قلب الجمهور يحملون الشموع وانشدوا أنشودة السلام ثم حلقت الفراشات بألوانها وانتصبت العريفة بقامتها ووزعت ابتسامتها هنا وهناك فكانت شفاعمرو على موعد مع إبداعات نجومها ليبقى شبابنا عنوان النشيد لان الطاووس لا يبدل الوانه.

مدينتي قارب عدد سكانها اربعون ألف وشخصيا كنت في المشاهد الثلاث وفي المسارح الثلاث ولفت نظري غياب أهالي المدينة عن مناسباتهم مقارنة مع سنوات ماضية رغم الدعوات فلم يبخل المسؤولين في دعواتهم لتطرح الأسئلة نفسها هل هي مقاطعة مقصودة أم استقطاب مقصود تأخذ ذيوله ستائر الليل أم انه فشل في الدعوة والتجنيد لهذه المناسبات التي لا تمر كل يوم وفي كل المشاهد تبقى مدينتي ولا تتبدل البحيرات ألوانها ولا تموت الصور في الغيوم وإعادة الصفحات إلى أرقامها يحتاج لإعادة ترتيب الأوراق من جديد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق