الدراما السوريه بدون الباشا, وهل للزعامة مأذنه؟ بقلم وجدي خطار
2011-08-27 19:22:36

نشهد منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما بالتوالي مسلسلات سوريه شاميه ودمشقيه تتحدث عن الثوره وعن قائديها والعمليات التي كانت تحصل على اثرها ابتداءا من باب دوما استمرارا الى الغوطه ومروراً بالحارات الشاميه والدمشقيه الصغيره دون ذكر جبل العرب ,وقائد الثوره السوريه العربيه الكبرى الزعيم المغفور له سلطان باشا الاطرش رحمه الله.

 

 


ارتبطت أعمال البيئة الشامية في الدراما السورية ارتباطاً وثيقاً بذاكرة الجمهور بدءاً من أعمال قديمة كان لها الأسبقية في تناول هذه البيئة في التاريخ بقصصها ورواياتها التي تحدثت عن الثوره مثل مسلسل أيام شامية الذي يعود إلى حوالي عشرين عاماً وبعده أصبحت هذه الأعمال من أكثر المسلسلات التي تحقق جذباً وجماهيرية في الدراما السورية عامةً.وتعتمد بعض الأعمال الشامية في شهرتها ومتابعة الجمهور لها على تكريس شخصيات معينة في أعمال البيئة الشامية مثل الزعيم والعقيد والزكرت والحلاق والحكواتي والداية وسواهم بحيث تبدو هذه الشخصيات الثابتة محركاً للحدث الذي هو غالباً حكاية ترتبط بقيم الشرف والشجاعة والوطنية.وانطلقت شهرة هذه الأعمال عربياً بصورة واضحة بعد مسلسل باب الحارة بأجزائه الستة التي حققت مستوى متابعة مرتفعا جدا وخاصة في الجزء الثاني الذي تابعه الملايين من المشاهدين العرب على مختلف الشاشات العربية وقد أثبت هذا العمل ببساطته قدرة الأعمال الشامية التي تعتمد أسلوب دمج الحكاية بالتراث على تسويق الدراما السورية والإسهام في دعم هذا البناء الفني المحلي الذي تجاوز خارطة الوطن.اذا نعود قليلا الى الماضي فقد انطلقت الثوره في عام 1925 من جبل الدروز ومن ثم سمي بجبل العرب بعد انطلاقة الثوره لان كان هدفها اقامة الدوله العربيه الحره وتوحيد سوريا ساحلا وداخلا والاستقلال ورفض الانتداب الفرنسي لتشمل سوريا برمتها وجزءاً من لبنان.بحيث تولى قيادة الثوره الزعيم سلطان باشا الاطرش وذلك في مؤتمر ريمه الفخور بعد ان شهد العالم معركة المزرعه والتي قضا فيها الثوار العرب على حملة ميشه والتي اشترك فيها ثلاثة عشر الف جنديا فرنسياً امام 400 ثائر عربي ,وبعد هذه المعركه المظفره التحق الوطنيون الدمشقيون والشاميون السوريين والعرب بركبها وتعد من اهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي بسبب انها شملت سوريا باكملها وامتازت بمعارك ضاربه بين الثوار والقوات الفرنسيه وكان لها العديد من النتائج الملموسه.وفي عام 1945 لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الانتفاضة السوريه  وكان جبل العرب بتوجيه منه أسبق المحافظات السورية في طرد الفرنسيين إذ طوق أبناؤه مراكزهم وأخرجوهم، وذلك كان بقيادة الأمير حسن الأطرش محافظ الجبل آنذاك، وانتقمت فرنسا لنفسها من انقلاب الجبل هذا وتحرير السويداء بقصف دمشق والسويداء وأنحاء من سورية في 29/5/1945. فكان ذلك بداية خروجهم من سورية، كما دعا في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من الشباب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948، واستشهد هناك حوالى 80 شاباً من الجبل.وأثناء حكم الشيشكلي، تعرض سلطان باشا الأطرش لمضايقات كثيرة نتيجة اعتراضه على سياسة الحكم الديكتاتوري، فغادر الجبل إلى الأردن في كانون ثاني 1954، عندما عمّ الهياج أنحاء سورية لاسيما بين الطلبة الذين كانوا في حالة إضراب مستمر، واعتقل العديدون بينهم منصور الأطرش أحد أبناء سلطان الأطرش، فجرت محاولة درزية لإخراجه من السجن أدت إلى اشتباك مسلح، سرعان ما تحولت إلى معركة في جبل العرب، وعاد الأطرش إلى بلده بعد سقوط الشيشكلي. أيد سلطان الأطرش الانتفاضة الوطنية التي قادها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في لبنان عام 1958 ضد سياسة كميل شمعون كما بارك الوحده العربيه التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958 ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961.فكيف لكل هذا من المواقف وقيادة الثوره وزعامته للجبل الذي كان مركزاً رئيسيا لهذه الثوره ,فقد قام مخرجي المسلالات السوريه الوطنيه وعلى راسهم المخرج بسام الملا الذي قام باخراج مسلسل "الخوالي" احد اقوى المسلسلا الوطنيه التي تتحدث عن الثوره ومن ثم اشتراكه مع اخيه مؤمن في اخراج مسلسل "باب الحاره" بالاجزاء الخمسه ,فمن العيب والعار على كل مخرج يقوم بانزال عينه وعين الفن الذي غير صورة ومفهوم هذه الثوره تماما ونقل صورة احداثها الى الحاره الشميه بدون مُعارض ومع كل هذا ابناء القائد سلطان الاطرش يقومون بدعم هذه المسلسلات من جميع النواحي.ولكن...زعيمنا القائد ابن سوريا الابيه ,ابن طائفة التوحيد المعروفيه لا تنقصه الشهره با ابن الملا ,فللقائد مواقفه وللقائد اسمه الذي سطع في عقول المُحتل الفرنسي والعالم الذي اصبح يحسب الف حساب للتعرض للجبل ولسوريا بشكل عام فقد تفرغ الباشا في اواخر حياته للنشاطات الاجتماعيه والتنميه في الجبل بحيث رفض أي من المناصب السياسيه التي عُرضت عليه بعد الاستقلال فقد زاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في السويداء ,وكرمه الراحل حافظ الاسد في عام 1970 لدوره التاريخي في قيادة الثوره السوريه واُطلق اسمه على احدى اكبر الساحات في سوريا وموقعها السويداء ,واقيم صرحا كبيرا ضم رفات شهداء الثوره السوريه الكبرى في القريا مقابل بيته وعلى اسمه وتم منحه وسام الارز اللبناني على يد الرئيس اللبناني انذاك فيما دشن الرئيس الراحل ياسر عرفات نصبا تذكاريا في مدينة رام الله تحية وفاء الى شهداء الحاميه الدرزيه التي ارسلها سلطان باشا الاطرش للدفاع عن فلسطين والذين سقطوا في معركه فرب نابلس.فهل للباشا اكثر من هذه الباشويه؟ ,وهل للقائد اكثر من هذه القياده؟ ,وهل للزعيم اكثر من هذه الزعامه؟ ,من المؤكد لا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق