ما بين ألألوان والشخصيّة بقلم: د. نجيب سلمان صعب – أبو سنان
2011-07-12 14:27:37

منّ الباري عزّ وجل على المخلوقات بالتعدّد في الالوان، وكذلك التعدد بالشخصيات التي يضيق المجال في التوسّع في الكتابة عنها ، ليس لسبب خاص بل لأن الشخصيات متعددة، متنوعة، متفاوتة في القد، في الشكل، في المظهر واللون ، في نسبة الذكاء ونسبة الغباء ايضاً.. وكذلك ما يدعو الى التعمق والبحث والتفحيص والتمحيص، وتلك التقلبات التي قد تقوم بها شخصية معينة من الانحرافات من الالتواءات في المسلك، في النهج، في العادات والتقاليد في العيش اولاً مع ذاتها ونفسها وثانياً مع المحيطين بها، ومن ثم ثالثاً في أغوار المجتمع بشتى دروبه واتجاهاته وبطرق على الغالب ملتوية وللأسف الشديد.
 ولا يغيب عن الخاطر أيضاً عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، ما تقوم به بعض الشخصيات باللامبالاة، بالخداع، بالخيانة، بالغدر الكلامي والاجتماعي، وبالتنكّر لكل الاتفاقيات، وبالانكار للجميل ولعمل الخير، وقد تصادف ايضاً عزيزي القارئ عزيزتي القارئة  وربما يكون ذلك عن طريق الصدفة ايضاً ما تتلّون هذه الشخصية به من الوان، بعيدة كل البعد عن الانسانية  ومعناها ، بعيدة كل البعد عن الوفاء وفي بعض الاحيان حتى مع  نفسها فقد تطلق الاشاعات والتفوهات بأمور لا اساس لها، وتراها ايضاً تبدع الكذبة وتروجها وتنقلها وتصل الى حد تصديقها والايمان بها مع أنها من الاساس كذب في كذب ولا تمت للحقيقة بأية صلة مطلقاً.
 ولا أود هنا أن أتابع إستعراض ما تقوم به الشخصية في خضم حياتها من صعود وهبوط وتلوّن وتطفل ومجازفة كاذبة وصيانة مزيفة يرفضها كل صاحب ضمير حي، الا انني سأتطرق الى ألألوان الطبيعية التي وهبها المولى بحكمته في الشخصيات، وأتوقف هنا في هذا المجال لأني أجل وأقدّر الشخصيات الكريمة ، الوفية، الحاذقة والحكيمة التي تعتبر عماد المجتمع في كثير من الاحيان، ولها أياد بيضاء في عمل طيب وخيّر مشكورة ، وبما يخص ألألوان الطبيعية فأولها اللون الفضي: فالشخصيات ذات اللون الفضي تعتبر ذات خيال خصب ، تخجل من كل قبيح، تحب المغامرات وكذلك التحدي، ويمكنها التعلّم بسهولة وتميل كما تحب، وترغب في مواجهة الصعاب.. ومن الناحية العاطفية تكون حياتها مليئة بالاشواق والتعقيدات، فبدون ريب ان هذه الصفات لمثل هذه الشخصيات تعتبر مسؤولة بالمعنى الكامل لهذه الكلمة.
 أما اللون الابيض هذا النوع من الشخصيات لديه أهداف يسعى الى تحقيقها وكذلك يكون غيوراً ولا يمكن له ان يستقر بسهولة، يختلف عن الآخرين، الامر الذي يجعله مميزاً لدى أفراد المجتمع ويكنون له كل الشعور الايجابي والتقدير، وتراهم يحافظون على كرامته عن قرب وعن بعد ايضاً.
 أما اللون الذهبي من الشخصيات لديه عيون ثاقبة ونظرات صادقة، وتميز بين الصواب والخطأ، مليء بالمودة والحب ويرنو دائماً لكثرة الجد والكد والسهر على مصالحة وعلى حماية وإحترام غيره.
 واللون الاخير الذي نحن بصدده هو اللون البيج المعرّّف ايضاً بالرياضي الرشيق، وفي نفسه وروحه حب المنافسة، مرح دائماً يكرة ان يخسر أي شيء أو أية منافسة، وهو جدير بالثقة حذر في كل تصرف وفي كل ما يفعله أو يقوم به خلال حياته الزاخرة بالمستجدات.
 وفي الحقيقة مهما تنوّعت ومهما تغيرت الالوان والشخصيات فالمظاهر لا يمكنها دائماً ان تحدد هذه الشخصية أو تلك ، ولهذا أود هنا أن أقولها صراحة دون الهدف بمس أية شخصية كانت، فَحريٌ بالشخصية ان تكون من الداخل حقيقية ولا تشوبها اية زائفة، وهذا أمر صعب في هذه الايام، الا انه غير مستحيل، ومع كل الظروف الغريبة والعجيبة يمكن للمرء ان يكون ايجابياً في شخصيته، ودون العلاقة بلونها مهما كان، لان المرء يعكس بشخصيته مرآة ذاته علماًَ بأن هذا الامر يتطلب الكثير من التروي والادراك بغية الحفاظ على الوان الشخصيات لتكون دائماً أو على الاقل في غالب الاحيان والظروف ايجابية، حقيقية اي غير مزيفة، صادقة فيما تقول وأمينة فيما تفعل  وموضوعية فيما تتصرف، ومسؤولة فيما تقترح او تجدد ومجردة عن الانانيات والمواربة والمراءاة، لان كل أمر غير ذلك قد يؤدي بها الى الوحدة وقد لا تلقى أي سمير في حياتها وفي تعاملاتها الاجتماعية بشكل عام، فهيّا نحو تغيير جذري لما فيه خير النفس.. الشخصيّة.. والمجتمع! .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق