قبل أكثر من ثلاثين عاما، انبرت مجموعة رائدة من المحامين الغيورين وشكلت قائمة "نزاهة المهنة وحقوق الإنسان" (فيما يلي: "النزاهة")، وذلك بقيادة سعادة القاضي المتقاعد رائق جرجورة، وتنادى المحامون العرب من الجليل والمثلث، ومن كل الألوية ومن كل الفئات، ورفعوا راية النزاهة والمساواة والدفاع عن حقوق الإنسان.
آمنت النزاهة، وما تزال، بالتعايش الحقيقي والتعاون المخلص مع الزملاء اليهود، المبني على أساس المساواة، الاحترام المتبادل، وليس لموسم الانتخابات أو لغاية آنيه، وإنما من صلب عقيدتها وموقعها في كل مكان وعلى مر الأجيال.
واليوم، تخوض قائمة النزاهة الانتخابات لنقابة المحامين في خمسة مواقع رئيسية: رئاسة لواء الشمال، عضوية اللواء في الشمال وحيفا والقدس، وفي قائمة قطرية للمجلس القطري للنقابة (המועצה הארצית)، وهي بذلك تحقق سبقا لم تحققه أي قائمه أخرى، من حيث انتشار مؤيديها في كل البلاد.

بين النزاهة وبين قائمة "ياحد"

قائمة "ياحد" أسسها المحامي افنير تسور من طبريا، وما يزال يقودها ويرسم سياستها، وهذا "سر" يعرفه الجميع. قائمة أفنير تسور حاربت قائمة النزاهة في الانتخابات التي جرت سنة 2003 مستعمله كل الوسائل، المباحة وغير المباحة. ومن جهتها، فإن النزاهة خاضت تلك الانتخابات بطريقة مشرِّفة ملتزمة، واختارت الزميل خالد حسني زعبي مرشحًا لرئاسة اللواء، كونه من مؤسسي القائمة، وانتصرت النزاهة.
وحيال فشل قائمة ياحد في الانتخابات أعلاه، عمدت إلى استراتيجية جديدة ومستهجنة، فبتاريخ 23/3/2007 عقدت النزاهة اجتماعًا هامًا لأعضائها بهدف اختيار مرشحها لرئاسة لواء الشمال، وياحد من طرفها، دفعت بمجموعه من مؤيديها من المحامين العرب لحضور الاجتماع أعلاه، وترجيح كفة المحامي خالد زعبي، الذي تغلب على منافسه وليد خليليه بأغلبية ضئيلة جدًا و"بفضل" جهود ياحد.
وبعدها أطلق الزميل خالد زعبي قوله المعروف: "الذين أوصلوني لهون، موجودين هناك"!! (يقصد بذلك أن أنصار ياحد هم الذين أوصلوه لرئاسة النزاهة!) وفاز الزميل خالد زعبي برئاسة اللواء، وهذه المرة، مشفوعًا بتأييد ياحد.
التغير بالموقف أعلاه، كاد أن يجهز على قائمة النزاهة في لواء الشمال، إذ أنه حدث قبل الموعد الأخير لتقديم القوائم بأقل من يومين. ولكن النزاهة صمدت، تعافت وانتعشت وعادت اليوم، كما كانت دائمًا، الضمير الحي لكل المحامين العرب، الملتزمين بمبادئ النزاهة والحاملين لهموم شعبهم.

قائمة النزاهة حسمت مصير اللواء

قبيل الانتخابات الأولى للواء الشمال جرت محاولات عديدة للاتفاق بين القائمتين المتنافستين، النزاهة وياحد، وجرى الاجتماع الحاسم لهذه المحاولات في العفولة في مكاتب أنصار ياحد.
وتمحور الخلاف حول المدينة التي ستكون مقرا للواء: الزملاء اليهود عملوا جاهدين على أن تكون نتسيرت عيليت أو أي مدينة يهودية أخرى هي المقر، بحجة توفر المكاتب وسهولة المواصلات، ونحن في النزاهة صممنا على أن تكون الناصره، وفقط الناصرة، مقرا للواء، ويكفي ما فعلته الحكومة التي أفرغت الناصرة من المكاتب الحكومية لصالح نتسيرت عيليت.
اختلفنا، وافترقنا، وشمَّرت النزاهة عن ساعدها، وانتصرت، وانتصرت معها  الناصرة وكل الزملاء، وأوصلنا الزميل خالد زعبي لرئاسة اللواء.
هذه هي ياحد، عارية، وعلى حقيقتها، ولو انتصرت، لخسرنا جميعا.
والاستنتاج الواجب هو: النزاهة، وفقط النزاهة، هي التي حسمت مصير اللواء.

مجموعة ياحد أهملت اللغة العربية

غالبية المحامين في لواء الشمال هم من المحامين العرب، وكان يتوقع من المتنفذين في مؤسسات اللواء، ترجمه هذه الحقيقة إلى واقع ملموس عن طريق إعطاء اللغة العربية الجميلة حقها بأن تكون لغة اللواء، إلى جانب اللغة العبرية.
بدلا من أن تفعل ذلك، نجد أن جميع مداولات ورسائل ونشرات اللواء تتم فقط باللغة العبرية، وذلك رغم أن الكثيرين احتجوا أكثر من مرة على ذلك وطالبوا بإنصاف اللغة العربية، وأبرز تلك الاحتجاجات جاءت من سعادة القاضي جرجورة، كل ذلك وياحد في طريقها، حتى الدعوات للإفطارات الرمضانية، كانت تتم باللغة العبرية لوحدها.
قبل أيام "فطن" قادة ياحد وعملوا على إدراج اسم قائمتهم في الأوراق الانتخابية باللغة العربية وترجموا اسم القائمة إلى "معا"!
تم ذلك بعد أن عرفوا أن النزاهة صممت على إدراج اسمها العربي على أوراق الانتخابات.

بين ربيع جهشان وخالد حسني زعبي

المحامي خالد الزعبي تنكر للنزاهة، وأساء للبئر التي شرب منها، صحيح بأنه عمل متطوعًا في اللواء لمدة ثماني سنوات، وهي فترة طويلة، وطويلة جدا، وكافية كي يستنفد الإنسان قدراته وتطلعاته، وحان الوقت لأن نقول له: شكرًا، أفسح المجال لقوى شبابية واعدة.
ربيع جهشان محام شاب له ماض مشرف في صفوف النزاهة، أخلص لها، ولم يحد عن مبادئها قيد أنملة. ربيع طافح بالبرامج، متعطِّش لخدمة زملائه وشعبه (انظر برنامج النزاهة).
سمعت من أعضاء ياحد بأنهم يروِّجون بأن قائمتهم تضع نصب عينيها مصلحة المحامين الشباب، إذا كان هذا الأمر حقيقيًا، وإذا كانوا بالفعل يقصدون ما يقولون، فالاستنتاج الوحيد الواجب هو: صوتوا لمرشح الشباب المحامي ربيع جهشان، هكذا فقط تترجمون لغة الأقوال إلى لغة الأفعال.

في الأيام الأخيرة، طلع علينا أنصار ياحد بفذلكة جديدة: فحصوا في ماضي ربيع ونبشوا، وأخيرًا "وجدوها": قبل أربعة عشر عامًا، ربيع لم يجب على شكوى ظالمة تقدمت ضده!!
وقصه أخرى: "ربيع لا ينتمي إلى لواء الشمال"، أحقا؟
مقابل هذه الفرية، تنتصب الحقيقة، التي ما بعدها حقيقة، وهي كالتالي: المحامي ربيع جهشان ابن القرية الجليلية المغار، وهي من صلب لواء الشمال، مكتبه في تلك القرية فوق مكتب التأمين الوطني (وله أيضا مكتب آخر في كرميئيل)، واعتبارا من تاريخ إقامة لواء الشمال فإنه يصوت ضمن هذا اللواء، وهو قاض في المحكمة التأديبية في لواء الشمال حتى اليوم، وقبيل الانتخابات الأخيرة كان المرشح رقم 2 في قائمة نزاهة المهنة، قبل انقلاب المحامي خالد زعبي عليها.

من ليبائي وحتى جاي رون والعرب يحسمون

في العام 1983  وقف المحامون العرب صفًا واحدًا، تحت لواء النزاهة، إلى جانب البروفسور المتنور دافيد ليبائي، ونجحوا بإيصاله إلى رئاسة النقابة.
قبل ذلك التاريخ وحتى الانتخابات الأخيرة، كان المحامون العرب، بقيادة النزاهة، هم الذين يحسمون هوية رئيس النقابة. وهذه قوة مؤثرة، يجب أن تستمر، وهي تعطينا مركزا قويا في دائرة القرار في مؤسسات النقابة، وحتى في الدوائر الأوسع.
إن غلاه اليمين، وهم كثر في هذه الأيام، حاولوا وما زالوا يحاولون إخراج العرب من دائرة القرار، وفي الكثير من الأمور الأساسية في حياة الدولة، مثلا أي استفتاء على مصير هضبة الجولان، أو القدس الشرقية، تسمع أصوات يمينية عنصرية، مطالبة بعدم السماح للعرب بالاشتراك بأي استفتاء كهذا.
 ونحن بدورنا يجب أن ننتبه لذلك، علينا الاحتفاظ بهذه القوه وترجمتها لصالح زملائنا في النقابة، وأبناء شعبنا في كل قضايانا، إن الأصوات البريئة الداعية لاتخاذ موقف محايد في الانتخابات تصيبنا في الصميم، وتصب كلها في مصلحة اليمين.
تعالوا نصوت كتلة واحدة، قوية، إلى جانب المرشح الأقرب إلينا مبدئيًا وعمليًا، ونتحمل المسؤولية، فإذا انتصر مرشحنا، نعمل على ترجمة الانتصار لصالحنا على أرض الواقع، وإذا خسر مرشحنا، سنقبل بالنتيجة، ونحترم رأي الناخبين.

يوري جاي رون هو الأفضل

ليس لدي أدنى شك بنوايا الزميل حسام موعد الطيبة، ولكنني اعتقد بأن ترشيح محام عربي لرئاسة النقابة في هذه الأجواء اليمينية المتطرفة، ودون تنسيق مسبق مع قوى يهودية تقدمية، هي خطوة سابقة لأوانها، وستستغل من قبل العناصر اليمينية.
وعليه، تبقى المنافسة على الرئاسة بين مرشحين رئيسيين وهما المحامي يوري جاي رون، لدورة ثانية، والمحامي دورون برزيلاي، ويشغل حاليا منصب رئيس لواء تل – أبيب.
المحامي برزيلاي ينتمي إلى المعسكر اليميني، عمل جاهدا لتقوية لواء تل- أبيب على حساب الألوية الأخرى، وبالذات لواء الشمال، أنصاره في المجلس القطري واللجنة المركزية تعرضوا لزملائنا العرب في هاتين المؤسستين وأهانوهم، كقولهم مثلا: "اذهبوا إلى غزة" وغيرها.
والأسوأ من ذلك فإن المحامي برزيلاي يأتلف مع القائمة اليمينية الجديدة "طوف للشكاه" (טוב ללשכה)، والتي ترفع شعار "تهويد النقابة"، على منوال مقولة نتنياهو "يهودية الدولة".
وبالمقابل، فنحن نعرف المحامي جاي رون من سنوات طويلة، حيث وقف معنا في جميع قضايانا المهنية، وغير المهنية، وهو يحمل مبادئ تقدمية، هي الأقرب إلينا.
وعليه، فإنني أهيب بجميع الزملاء التصويت كتلة واحدة مؤثرة، إلى جانب جاي رون لرئاسة النقابة، وبعدها نحاسبه ونترجم هذا النجاح لصالحنا، ولصالح شعبنا.

لك يا نزاهة في القلوب منازل
   
النزاهة، عزيزة على قلوبنا، وعلى عقولنا. ممثلوها هم أبناء بررة لشعبهم، مخلصون لزملائهم، فانصروهم. إن في ذلك راحة للضمير:

أ‌) المحامي ربيع جهشان _ لرئاسة لواء الشمال .

ب‌) المحامون محمد لطفي ورياض أبو اسعد وبسيم عصفور ومحمد أبو يونس وخالد خليلية ويوسف عبد الصانع وزملاؤهم - للمجلس القطري .

ج) المحامون فايز شرقاوي وأميمة حامد ود. لؤي زريق ويوسف الباراك وعزيز يوسف ونضال عواودة وزملاؤهم - إلى لجنة لواء الشمال.

د) المحامون حسين مناع ومرسي أبو مخ وأماني خلايلة ورسمي زحالقة وإيهاب أبو يونس وإميل نحاس وزملاؤهم - إلى لجنة لواء حيفا .

هـ) المحامون أسامه حلبي وأسعد مزاوي وسعيد غالية ونبيل ازحيمان ومحمد أبو قطيش ومنى شيخ أحمد  وزملاؤهم - إلى لجنة لواء القدس.

  و) المحامي يوري جاي رون - لرئاسة النقابة.